زوجي لا يعترف بخطئه و لا يعتذر

يجيب عن الاستشارة الخبي التربوي د. جواد الشيخ خليل
أنا متزوجة منذُ عامٍ، أحبُّ زوجي، لدَينا بعضُ المشكلاتِ الطبيعيةِ البسيطةِ؛ التي تحدثُ في كلِّ بيتٍ، وخاصةً البيوتَ الجديدةَ… مشكلتي مع زوجي هي لغةُ الحوارِ بيني وبينه، وعدمُ التفاهمِ في بعضِ الأوقاتِ يعكّرُ عليَّ حياتي، وأحياناً يجعلُني أتخِذُ قراراً بأني لا أستطيعُ أنْ أكملَ مشوارَ حياتي الزوجيةِ معه! ولكنْ كلما فكرتُ في أني سأعيشُ مع هذا الشخصِ بقيةَ عمري، فكيف سأستطيعُ التحمُل؟ وهو عصبي بعضَ الشيءِ، ولا يعترفُ بخطئِه، ولا يعتذرُ، أرشِدوني.
بالنسبةِ لموضوعِ الحوارِ؛ فإنه على الزوجةِ أنْ تختارَ المكانَ والزمانَ والعباراتِ المناسبةَ عندَ الحديثِ مع الزوجِ؛ لأنّ اختيارَها مُهمٌ في تقبُلِ الآخَرِ للحوارِ، فمثلاً لا حوارَ عندَ الأكلِ أو النومِ أو حتى مشاهدةِ برنامجٍ، لأنّ الحوارَ ستكونُ نتائجُه سلبيةً…
فالمرأةُ الذكيةُ اللمّاحةُ تعرفُ متى يكونُ زوجُها معتدلَ المزاجِ، غيرَ منشغلٍ عنها، ومُقبلٌ بكلِّ جوارحِه إليها… عندها بعباراتٍ جميلةٍ مهذّبةٍ بعيدةٍ عن الخطابِ الحادِّ، عندَها يكونُ الحوارُ إيجابيًّا مثمرًا؛ لأنّ الزوجةَ الحنونةَ المتسامحةَ اللطيفةَ في حوارِها؛ تستطيعُ كسْبَ زوجِها لصالحِها.
أما بالنسبةِ للمشاكلِ؛ فأنا أوافقكِ الرأيَ أنها مشاكلُ سهلةً، ومع ذلك تُكدِّرُ صفوَ الحياةِ، بل إنها أحياناً مشاكلُ مفتعَلةٌ، فمثلاً موضوعُ أنّ الزوجَ له حقٌّ في فتحِ الجوالِ أو البريدِ الإلكترونيّ، والزوجةُ لا حقَّ لها… ثُم في نهايةِ السؤالِ تقولينَ إنه لا يفعلُ ذلك! إذاً أين المشكلةُ ما دام الأمرُ كلامًا فقط؟! دعيهِ يقولُ ما شاءَ، إذا كانت أفعالُه حسنةً ومُرضية، أمرٌ آخَرُ هو أنه لا يعترفُ بالخطأِ أو لا يعتذرُ، أقول: ولكنْ قد يعترفُ بالفعلِ ويعتذرُ بالفعلِ أحياناً، وحاولي مراقبةَ الأمرِ، وستلاحظينَ ذلكَ.
ذكرتِ أنك متزوجةٌ منذُ عامٍ، وهذه هي المدّةُ التي غالباً ما يختبرُ فيها الزوجُ زوجتَه؛ ليتعرّفَ على صفاتِها، فيفتعلُ بعضَ المواقفِ؛ ليتعرّفَ هل هي جادةٌ أمينةٌ على ممتلكاتِه، تتحملُ المسئوليةَ….إلخ من الصفاتِ التي يرغبُ أنْ تتصِفَ بها.
أوصيكِ _وأنتِ في بدايةِ حياتِك_ أنْ تحرصي على بيتِك وزوجِك قربةً وطاعةً للهِ، وأنْ تقدِّمي له كلَّ ما تستطيعينَ من النصحِ والأمانةِ، وأنْ ترجوِي ثوابَ ذلكَ من اللهِ.