حوارات

فرقةُ غُرباء… وُلدتْ من رحمِ الجهادِ والمقاومةِ

حوار :أمينة زيارة

فريقٌ فني مُبدِعٌ، أثبتَ تميُّزَه خلال أعوامٍ قليلة، يقودُه منشدونَ كبارٌ، ممّن حملوا على عاتقِهم الإنشادَ للثورةِ والثوارِ، أينما كانوا… لسوريا الجريحةِ أنشدوا “قم وتقدّم واحمي الدار، وعلى القصر الجمهوري” ولمصرَ الأسيرةِ صدحت بـ”مصر إسلامية، وثوار أحرار حنكمل المشوار”، ولِلُبنانَ الحبيبةِ أنشدوا “مِنا السمع، ومنا الطاعة، وما بنتخلى وثابتين”، أمّا فلسطينُ الحبيبةُ فكان لها نصيبُ الأسدِ بـ” جينا نجدّد بيعتنا، وقالوها الحمساوية، وكرمالك شعبك أصيل، وعشاق البحر، وأوبريت العصف المأكول، وغيرها”، ونصروا القدسَ والضفة المحتلتَين عندما قالوا “يا ابن القدس الأبية، عياش حمّلني الراية ” وسانَدوا الأسرى بمي وملح، فأضحوا الفريقَ المميزَ فلسطينياً؛ خلال فترةٍ قصيرةٍ من انطلاقتِهم، بأناشيدِهم التي حفِظها الصغيرُ قبل الكبير، وشحذتْ هِممَ المقاومةِ، وباركَها القادة، اليوم فريق “غرباء للفنِّ الإسلامي” يحلُّ ضيفاً على مجلةِ “السعادة” متحدّثاً لها عن فيضِ الحبِّ والاشتياقِ للإنشادِ على أرضِ غزةَ المنتصرةِ في العامِ القادمِ، وقد أُزيلَ عنها الحصارُ، وتزيّنتْ بنصرِ المقاومةِ والشعبِ الفلسطيني.

إبراهيم الأحمد.. السلطان

“سلطان الإنشاد”، وصاحبُ الصوتِ الجهوري، كان التواصلُ معه سهلاً وميسوراً، حيث بشرت رسالة “الفيسبوك” بالترحابِ الشديدِ من المُبدع “إبراهيم الأحمد”، وبسعادةٍ غامرةٍ حملتْها كلماتُ المُنشدِ العريقِ “إبراهيم” من لبنانَ “للسعادة” ولقُرائها في غزة مُعرِّفاً بنفسه: إبراهيم أحمد الأحمد، لبناني الجنسية، وفلسطيني الهوَى والهُويةِ والَّلكنةِ، منشدٌ سابقٌ في فريق الوعدِ، كاتبُ ومنشدُ فريقِ “غرباء” للفنِّ الإسلاميّ، وعضوُّ مجلسِ الإدارة.

 يقول :”نحن شبابٌ غرباءُ، أخذنا على عاتقِنا أنْ نكونَ جنوداً مجَّندةً في مسيرةِ تحريرِ بيتِ المَقدسِ، وأنْ تكونَ فلسطين حاضرةً على الساحةِ العربية والإسلاميةِ، من خلال الكلمةِ واللحنِ المقاومِ، والصوتِ الجَهوَريِّ… لقد بايعْنا اللهَ، وأقسمْنا اليمينَ على أنْ نكونَ صوتَ القسّامِ في كلِّ المَحافلِ، وصدَى غزةَ الأبيةِ، وفي صفوفِ المجاهدينَ الثابتينَ على الثغورِ، الضاغطينَ على الزنادِ حتى تحريرِ كاملِ ترابِ فلسطين.

 ويرجعُ سببُ تفوقِ ونجاحِ فريقِ “غرباء” إلى إخلاصِ النيّةِ والصوتِ للهِ، ثُم لنصرةِ الإسلامِ والمسلمين، والثورةِ والثوارِ في كلِّ مكان، ويقول:”عمدتْ “غرباء” على النشيدِ دون تكلّفٍ، بل التركيزِ على الكلماتِ السهلةِ العاميّةِ المحبَّبةِ لقلوبِ الناسِ، وأكبرُ دليلٍ هي أناشيدُ “كرمالك شعبك أصيل، ثم يليها جند وقادة مرابطين، وسدّد يا ابن القسام، وعشّاق البحر” ، وبفضلِ اللهِ أخذتْ هذه الأناشيدُ شهرةً كبيرةً؛ لأنّ موضوعَها سهلٌ، وكتابتَها وحفظَها أسهلُ، فقد دخلتْ قلوبَ الأطفالِ قبلَ الرجالِ، وهذا ما رجَوناهُ… بأنْ تصلَ رسالتُنا لكلِّ بيتٍ.

بلال الأحمد.. الصوتُ الحاني

أمّا “بلال” صاحبُ الصوتِ الشفافِ والحنونِ في الفريقِ؛ فيقول للسعادة نحن في “غرباء” اثنا عشرَ مُنشداً… بأصواتٍ متفاوتةٍ، فكلُّ واحدٍ مِنا له لونُه الخاصُ الإبداعيّ، ما يُضفي على الفريقِ قوةً وتميُّزاً .

وتابع: خِبرتُنا التي أكسبتْنا القوةَ والتميُّزَ في النشيدِ، وبحُكمِ خبرتي في هذا الإشرافِ الفني؛ أسقطتُها على شبابِ الفريقِ الذين تمَّ اختيارُهم بعنايةٍ، وبضوابطَ معيّنةٍ، وتمَّ تدريبُهم بشكلٍ جيدٍ؛ حتى وصلْنا لمستوى راقٍ يناسبُ قوةَ الأعمالِ التي نُصدِرُها، وبفضلِ اللهِ علينا، لم نواجِهْ صعوباتٍ في ذلك، فلقد وجدتُ في شبابِ الفريقِ الهِمّةَ والعزيمةَ والإرادةَ الجبارةَ؛ في إعطاءِ وتقديمِ أفضلِ المستوياتِ الفنية.

ويرى “بلال” المديرُ الفني للفريقِ، أنّ قوةَ اللحنِ تتعلقُ بقوةِ ومستوى العملِ الذي سننشدُ له، فكلما ازدادتْ قوّتُه وحساسيتُه؛ وجبَ علينا اختيارُ أقوى الألحانِ، وأمّا إنْ كانت الأنشودةُ تتحدثُ عن شهداءٍ وموضوعاتٍ دعويةٍ؛ فهذا يتطلبُ اختيارَ ألحانٍ مؤثِّرةٍ تساعدُ على وصولِ الكلمةِ لقلبِ وعقلِ المستمع، وما ميّزَ فريقَ “غرباء” عن غيرِه من الفِرَق؛ يجيبُ المبدعُ بلال: ما ميّزَنا أننا لم نقتصرْ في إنشادِنا على قضيةٍ أو موضوعٍ معيّنٍ، بل تحدّثنا عن كلِّ القضايا التي تهمُّ أُمتَنا الإسلاميةَ، ونصرتَها سياسياً ودعوياً وعسكرياً .

فريقٌ تطوُّعيّ

وبدَورِه يقولُ المشرفُ الإعلامي، وممثلُ مجلسِ الإدارةِ للفريقِ، حسام معين المبيض: نحن فريقٌ إنشاديّ تطوعيّ، أخذَ على عاتقِه نصرةَ ودعمَ الثوراتِ والمقاومةِ _أينما كانت_ وفي مقدّمتها المقاومةُ في غزة، وهو مكونٌ من (12) منشداً، أصحابَ أصواتٍ مميّزةٍ، وخبرةٍ طويلةٍ في الفنِّ الإسلاميّ، وهم الأشقاءُ (إبراهيم، وبلال، وخضر، ويوسف الأحمد، والمنشدُ عمر بركة، والأخوَين محمد، وأيمن قرّة، ومحمد ادريس، ومحمد حسن، وبراء محمد) .

بصمةٌ مميّزةٌ للفريقِ :

وأردفَ المبيض قائلاً: انطلقَ الفريقُ مع انطلاقةِ الثورةِ السوريةِ ضدّ الظلمِ والقتلِ والتشريدِ، وكان في البدايةِ “مجموعة غرباء” حتى استقرَّ الأمرُ على مُسمّى “فريق غرباء” للفنِّ الإسلامي، الذي خطَّ له مساراً على طريقِ الفنِّ الإسلاميّ المميّزِ في فترةٍ وجيرةٍ، شهدَ لها الكبيرُ والصغيرُ في الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ، واستمرَّ في العملِ والعطاءِ والإنجازِ، فتركَ بصمةً مميّزة له في ساحةِ الفنِّ الإسلاميِّ ؛عبرَ الأناشيدِ المتميزةِ التي قدَّمها على مدارِ هذه السنواتِ.

 وعن كيفيةِ التواصلِ بين أعضاءِ الفريقِ، والمشرفينَ الموزّعينَ بين غزةَ ولبنانَ والسعوديةِ؛ فيتحدثُ “المبيض” الذي يسكنُ مدينةَ غزة: لدينا مجموعاتٌ على (الواتس أب، والفيس بوك) لفريقِ “غرباء” نتواصلُ يومياً على مدارِ الساعةِ في كلّ جديدٍ، ونناقشُ أعمالَ الفريقِ، وتقييمِ الأداءِ، وطرحِ أفكارٍ فنيةٍ جديدة، ومضى يقول: وجودُ بعضِ أعضاءِ الفريقِ في غزةَ؛ يشكّلُ مصدرَ قوةٍ للفريقِ، من خلال تصويرِ الفيديوهاتِ بتقنيةٍ عاليةٍ، واستغلالِ بعضِ الفيديوهاتِ الحصريةِ للعروضِ والتدريباتِ لمُجاهدي كتائب القسّام، أو أحداثٍ يوميةٍ إنسانيةٍ حولَ آثارِ الحربِ.

ويوضح :”قطاعُ غزةَ يتميّزُ عن العالمِ بحريةِ العملِ العسكريّ، والتصويرِ لمشاهدِ عسكريةٍ حصريةٍ وجديدةٍ غيرِ مؤرَشفةٍ، كالمَشاهدِ التي عُرضتْ في سيرةِ القسام، وأوبريت العصفِ المأكول، وعشاقِ البحر، كذلك دورِ القيادةِ لحركةِ حماس والتي احتضنتْ الفريقَ ودعمتْه معنوياً، فقد قاموا بتذليلِ العقباتِ، وتيسيرِ العملِ، وإنجازِه بالشكلِ الذي يُرضي اللهَ والشعبَ والأمة.

وأكملَ بلُغةِ الواثق: أخذْنا عهداً على أنفسِنا؛ أنْ ننشدَ للثوراتِ العربيةِ والمقاومةِ في كلّ مكان، فبدأنا بالثورةِ السوريةِ، ومن ثم انتقلنا إلى المصريةِ، والساحةِ اللبنانيةِ والأردنيةِ والفلسطينيةِ، التي كانت معنا منذ البدايةِ، وذكرَ: كان الفريقُ سبّاقاً في إحياءِ جميعِ مهرجاناتِ الجماعةِ الإسلاميةِ في لبنان، والمهرجاناتِ العالمية مِثل” لبيك يا أقصى، وحياة أف أم في الأردن” وأنشدنا هناك لأهلِ الأردنِ الحبيب “ماضون فخراً”، وأضاف: في الآونةِ الأخيرةِ كثّفنا جهودَنا على صعيدِ القضيةِ الفلسطينيةِ، فمنذُ بداية عام( 2014 ) وحتى اللحظةِ؛ معظمُ أعمالِنا للقضيةِ الفلسطينيةِ والمقاومةِ والثوابتِ الوطنية، فشاركْنا في أناشيَد مُهنِّئةٍ بنجاحِ  “وفاء الأحرار” وتدعمُ المقاومةَ في العصف المأكولِ، وتباركُ ضرباتِها وانتصارِها على المحتلِّ، فجميعُ هذه الأمورِ المتشابكةِ تدعونا إلى تكثيفِ الجهودِ من أجلِ التوجُهِ نحوَ نصرِ القضيةِ الفلسطينيةِ، فكانت هناك دعواتٍ جماهيريةً واسعةً للمشاركةِ في انطلاقةِ حماس للعامِ السابقِ، ولكنْ بسببِ الظروفِ السياسيةِ، واشتدادِ الحصارِ، وإلغاءِ المهرجانِ؛ لم يتمكنْ الفريقُ من الوصولِ إلى غزة.

أعمالٌ متنوعةٌ:

ويتحدثُ “المبيض” عن التميّزِ والبصمةِ لفريقِ “غرباء” مبيّناً: ما ميَّزَ “غرباء” هو أنها أنتجتْ العديدَ من الأعمالِ للمقاومةِ، وللمجاهدينِ، وللشعبِ المنتصرِ، والأسرى، والقدس، والعودةِ للديار، وتطرّقنا لقضيةِ الشهداءِ وعوائلِهم، والجرحى، وسيرةِ القسّام… وكانت نقلةً نوعيةً للفريقِ، وبصمةً واضحةً في طريقِ الفريقِ من خلالِ إسهامِها في هذا العملِ الفنيّ الكبيرِ والمميّزِ، في ذكرى انطلاقةِ حركةِ حماس، وتمَّ إنتاجُه خلالَ  (14) يوماً من تصويرِ وإنشادِ وتسجيلِ فلم يُستخدمْ أيُّ فيديو أو صورٍ أرشيفيةٍ، بل كانت من الميدانِ مباشرةً إلى التسجيلِ والمونتاجِ، وخرجَ في يومِ انطلاقةِ حركةِ حماس السادسة والعشرين، ففتحَ الأفقَ أمامَنا، وكبرتْ أعمالُنا وأحلامُنا بفيديوهاتٍ أخرى تدعمُ المقاومةِ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى