التواصل الفعال

بقلم: مهيب أبو القمبز
اليومَ كنتُ أحاضرُ للطلبةِ، وكنا نتحدثُ عن أسبابِ مشاكلِ الأعمالِ التجاريةِ، وسلاسلِ الإمدادِ والمشاريعِ… وغيرِها، وفي كلِّ موضوعٍ كانت تظهرُ تلكَ المشكلةَ التي تجدُ لنفسِها محلاً في كلِّ مكانٍ، وفي كلِّ زمانٍ، مشكلةُ التواصلِ الفعّالِ.
ولو تحدّثنا على المستوى الإنسانيّ؛ سنجدُ هذه المشكلةَ تتوسّدُ مشاكلَ الإنسانِ كلَّها، فالإخفاقُ في التواصلِ بين المرءِ وزوجِه؛ أهمُّ أسبابِ المشاكلِ الزوجيةِ، وغالباً فإنّ هذا النوعَ من المشاكلِ؛ يبدأُ صغيراً، ثم يتعاظمُ بسببِ سوءِ تعاملِ الزوجينِ معها، فمن الأزواجِ من يتجاهلُ وجودَ المشكلةِ، ومنهم من لا يعرفُ بوقوعِها أصلاً، وكلُّ طرَفٍ يُحمّلُ الآخَرَ مسئوليةَ حدوثِ المشكلةِ.
لذلك إذا ما حدثتْ مشكلةٌ بينَ الأزواجِ، فإنّ أولَ خطوةٍ في الحلِّ؛ هي التفكيرُ في سببِ المشكلةِ، وغالباً ستكونُ مشكلةَ تَواصلٍ… فالمشكلةُ لها ألوانٌ متعددةٌ؛ مِثلَ عدمِ التوافقِ، سوءِ الفهمِ، الحُكمُ المُسبّقُ… وغيرُها. وإذا وقعتْ المشكلةُ يجبُ على الزوجينِ أنْ يفكّرا مَلياً قُبيلَ إحالتِها إلى أطرافٍ لم تطَّلِعْ على خلفياتِ حدوثِ المشكلةِ…
والأصلُ أنْ يبدأَ كلُّ طرَفٍ في مراجعةِ نفسِه؛ قبلَ مراجعةِ الطرَفِ الآخَرِ، فكثيراً ما كنّا نحن المشكلة… لا الآخَرين. ولو فكّرنا بهذه الطريقةِ؛ كم من المشكلاتِ كانت ستُحَلُّ وتندثرُ قبلَ أنْ تصبحَ مشكلاتٍ كُبرى تستعصي على الحلِّ؟، وكم كنّا سنوفّرُ على أنفسِنا ساعاتٍ، ورُبما أياماً أو شهوراً من الألمِ والحزنِ.
التواصلُ الإنسانيّ الفعّال مصيريٌّ من أجلِ حياةٍ أفضل.
وحتى نلتقي،،،