مراعاةُ أمورِ الطفلِ

يجيب عن التساؤل الخبير التربوي د.جواد الشيخ خليل
أنا أمٌّ أبلغُ من العمرِ “32 “عاماً، لديَّ ابنتان… أعاني من طفلتي الكبرى في الصفِ الأول، فهي حساسةٌ جداً، وعنيدةٌ… بدأتْ تتفاقمُ المشكلةُ منذُ دخولِها المدرسةِ، فهي تريدُ أنْ تفعلَ ما تريدُ، ولا تتبعُ تعليماتِ مدرّستِها، برغم أنّ المُدرسةَ تشيدُ بذكائها، وقدرتِها على الإجابةِ، والتفاعلِ في الصفِ إلاّ أنّ عنادَها يحدُّ من تميّزِها، ماذا أفعلُ؟ أرشدوني…
عزيزتي صاحبة المشكلة:
العنادُ سلوكٌ يعبّرُ عن مخالفةِ الطفلِ لمن حولَه، وتأكيدِ مواقفَ تتنافَى مع مواقفِهم ورغباتِهم وأوامرِهم ونواهيهم، إنه تأكيدٌ للذاتِ، يحملُ طابعاً عدوانياً تجاهَ المعلمِ أو الوالدَين، ويتخذُ شكلَ المعارضةِ لإرادتِهم .
ويرجعُ سببُ العنادِ إلى إهمالِ الوالدينِ؛ حيث لا يحظَى الطفلُ باهتمامٍ كافٍ من جانبِ والديهِ أو معلمِه، وقد يمارسُ هذا العنادَ محاولةً منه للَفتِ انتباهِهما، لا بدافعِ الغرورِ، إنما ليثبتَ لنفسِه أنّ له بالفعلِ مكانةً عندَهم، خلالَ انشغالِهم عن شخصِه وسلوكِه.
وغالباً ما يقابلُ الوالدانَ هذا بقمعِ سلوكِ الطفلِ، فيندفعُ إلى التمادي في عنادِه، لذلك يجبُ على الوالدينِ الاهتمامُ أكثرَ بالطفلِ، وأنْ يتمَ مراعاةُ حاجاتِ الطفلِ، وألاّ يتمَ إصدارُ الأوامرِ الجامدةِ، إنما يجبُ أنْ يتركَ للطفلِ المجالُ للاختيارِ الشخصي، وأنْ نتركَ للطفلِ مجالاً للاستفادةِ من أخطائه.