أتوضأ بقطرات الندى

أتوضأُ بقطراتِ الندى، وأغمضُ حواسي كلَّها، وأمضي إلى الصلاة ، هي دعواتٌ و تسبيحاتٌ وذكرٌ وتلاوةُ الباقياتِ الصالحاتِ، والأذكارِ اليوميةِ، وأنا أسيرُ بنورِ الإيمانِ، وبصيرتي تستمدُ من الشمسِ خيوطَها، وأمشي ومع كلِّ خطوةٍ دقّةُ قلبٍ، وحركةُ لسانٍ، ولا أرجعُ إلا وقد رجحتْ كفّةِ الميزانِ، وزادت حسناتي، ولا أفتحُ عيناي إلا وقد غلبتْني أشعةُ الشمسِ، وأغلقتْ نوافذُ وشبابيكُ روحي .
هي طقوسٌ أمارسُها بعدَ الفجرِ، و أنا لا أحبُّ الشمسَ إلا وقتَ الشروقِ وعند الغروبِ..، وتعودُ ساعةُ الضجيجِ، وتبدأُ ساعاتُ الازدحامِ، ويرجعُ النهارُ الروتيني بالرتابةِ وبالضجرِ، ويسافرُ قليلاً خيالي مع الدخانِ المتصاعدِ من فنجانِ قهوتي، وما أحلاهُ السفرَ بدونِ جوازٍ ولا حقيبةٍ ولا حتى طائرةٍ أو سفينةٍ.. خيالي ملاكٌ يرفرفُ في الفضاءِ، ويكونُ لي –أحياناً- ساعي بريد، وأحياناً أخرياتٍ حارساً أميناً…يأخذُ لي الأسئلةَ، ويأتيني بالأجوبةِ، يفهمُني يسعدُني ويعلّمُني سبُلَ العيشِ، ودائماً يجلبُ لي هديةً.. قلمَ ذهبٍ، ودواةً فيها ماءُ الزهرِ، ويدفعُني إلى الكتابةِ، ولا يتعبُني.. هو أيضاً يوحي إليّ بالفكرةِ؛ حتى أنني لا أميّزُ ساعةَ الكتابةِ بين أناملي وبينَه.
مشاركة الصديقة / أنوار العطار