تعدُّدُ الزوجاتِ

بقلم: سميرة نصار
شاهدْنا مؤخّراً عبر صفحات التواصلِ الاجتماعي؛ سِجالاً بين الفيسبوكين حول تعدّدِ الزوجاتِ، وانقسموا فيما بينهم كما يقولونَ (العرب عربين ) ومن خلال متابعتي لذاك السجالِ؛ كان هناك غلوّاً عند الطرَفينِ، سواءً المؤيدينَ منهم أو المعارضين .
وحينما نقول غلُو يعني أنّ هناك انحرافٌ فِكري ليس بالعمومِ، وإنما في هذا الموضوعِ بالذات، عند من أدلو بدلوِهم في ذاتِ السياق .
وجديرٌ بالذكرِ أنّ السجالَ الذي حدث ,كان بين شاباتٍ في مقتبلِ العمرِ، وهذا مؤشرٌ غيرُ مُطمئنٍ.. فكلا الطرفينِ لم يستمعْ للآخَرِ، أو يفكرْ فيما يطرحُ، أو يقول.. إضافة إلى الرفضِ على مُطلقِه، أو القبولِ على مطلقِه ,فغُلو كلاهما فكريا في ذاك الموضوعِ يؤدي إلى مخاطرَ اجتماعيةٍ متعددةٍ .
فقد حللَ اللهُ تعالى لعبادِه الرجالِ الزواجَ بأكثرَ من واحدةٍ ,إنْ كانت هناك حاجة لذاك الزواجِ -حاجة ماسّة – وفي المقابلِ يجبُ أنْ يكونَ هناك ضوابطَ ومحدِّداتٍ، يجبُ أنْ تطوّقَ البيئةَ التي تجمعُ ذلك الزوجِ وزوجاتِه .
كما أنّ الرفضَ لا يكونُ على المطلقِ؛ لأنّ اللهَ سبحانه لا يُحَللُ أمراً إلا وله فائدةٌ نفسيةٌ واجتماعيةٌ، تلحقُ بالفردِ بجنسَيه ، والمجتمعِ بأكملِه .
كما أنّ تعدّدَ الزوجاتِ يجبُ أنْ يكونَ لحاجاتٍ معينةٍ في بيئةِ الراغبِ، ويجبُ أنْ يكونَ لديه القدراتُ المتنوعةُ؛ ليستطيعَ أنْ يقودَ سفينتَه الأكثرَ اتساعاً.
فموضوعُ تعدّدِ الزوجاتِ -بكل جوانبه- يحتاجُ إلى أنْ يُطرحَ بشكلٍ منفردٍ، عبرَ دردشاتٍ وصالوناتٍ فكريةٍ، نُقوّمُ فيها الفكرَ المعوّجَ، ونُقصي كلَّ غلوٍّ في فكرِنا.
وتمنياتي للجميعِ بفكرٍ ناضجٍ، وحياةٍ هادئةٍ ..