غير مصنف

حلوى العيد

مرّ العيد مروره الحتميّ كدورة الشمس اليوميّة، لا يحمل معه الكثير للكثيرين، ويحمل معه الكثير من الأوجاع لآخرين، كما يحمل لآخرين –ربما هم سكان كوكب آخر- جدولاً ممتلئاً لإجازة يجب أن يصرف فيها كل مجهود ووقت ومال، لتحقيق استفادة قصوى، والرجوع بصفحات متخمة بصور السيلفي المتباهية على مواقع التواصل “الانتفاعي”.

والعيد على غزة كشعاع الضوء فوق الركام، يمنحه بريقاً لا حياة فيه، لكنه بالنسبة للصغار البُرءاء، بريق مبهج ومفرح، العيد بالنسبة لهم حلوى لذيذة، رغم رداءة نوعها الوحيد الذي وفرته أسواق الحصار، أو أسعار انقطاع الراتب، ولعب لا ينقطع رغم شدة الحرّ في انقطاع الكهرباء، ونقود كثيرة يشترون بها ما لذّ وطاب، رغم حاجتهم الشديدة التي ستظهر الشهر القادم مع مستلزمات العام الدراسي الجديد..

لا أحد هنا يفسد على الصغار فرحتهم، وإن كبدتهم تسوساً في الأسنان، وحروق شمس في البشرة، و ديوناً على آبائهم لأغراض المدرسة، لأنه فرحتهم المقدسة، التي لا يكادون يجدون كل هذا الكم من الحرية والتسهيلات ليشعروا بها، في غيرها، وقد تضيع منهم في بعض الأعوام بين فكي حرب ما..

لا أحد يجرؤ على انتقاص هذه الفرحة، لأن هؤلاء الفرحين هم صورة لفرح الناس الذين أصبحت الابتسامة على وجوههم ميكانيكية، فأطفال غزة في عيدها، هم –لا غيرهم- حلوى العيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى