استخدامُ الأطفالِ للهواتفِ الذكيةِ

باتت الهواتفُ الذكيةُ من مفرداتِ الحياةِ اليوميةِ لأطفالِ المدارسِ والمراهقينَ؛ الذين يحرِصونَ على استخدامِ تلك الأجهزةِ لتصفُحِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ، واكتساحِ التطبيقاتِ الحديثةِ فيها، ليصلَ الأمرُ إلى التسابقِ في إتقانِها، والتمرُّسِ في استخدامِها، فهل أنتَ مع أو ضدّ استخدامِ الأطفالِ للهواتفِ الذكيةِ؟ .
إحسان عباس” 29″ عاماً، ضدُّ استخدامِ الأطفالِ للهواتفِ الذكيةِ، فهي عالمٌ مفتوحٌ لا حدودَ له، يسلبُ عقولَ الأطفالِ، ويجعلُهم مُدمنينَ على استخدامِه، ويعزِلُهم عن محيطِهم الاجتماعيّ؛ ما يؤثّرُ سلباً على علاقاتِهم، ويجذِبُهم لعالمٍ افتراضيٍّ وََهميٍّ .
ويقولُ:”حتى لو تمَّت مراقبتُهم من قِبلِ الآباءِ؛ فلن نَضمنَ مدَى صِدقِهم في كيفيةِ استخدامِ هذه الهواتفِ، وتطبيقاتِها المتعددةِ، فهي متاحةٌ لدَى الجميعِ، ويتمُّ تداولُها والحديثُ عنها مع الأصدقاءِ، وتصبحُ شُغلَهم الشاغلِ، وتُبعِدُهم عن دراستِهم .
ويَعُدُّ أنّ اقتناءَ أو حتى استخدامَ الأطفالِ للهواتفِ الذكيةِ خطرٌ جديدٌ عليهم، يزيدُ من اتساعِ فجوةِ العزلةِ الاجتماعيةِ، وتقليصِ العلاقاتِ؛ مما يؤثرُ سلباً على الشخصيةِ، لتصبحَ انطوائيةً، لا تجيدُ فنَّ الحديثِ، والحوارِ، والتخاطبِ مع الآخَرينَ، والمواجَهةِ… فهو تَعوّدَ أنْ يقضيَ معظمَ وقتِه خلفَ شاشةٍ صغيرةٍ، وبأزرارٍ صغيرةٍ يفعلُ ما يريدُ، ونكونُ بذلك ساهمْنا في قتلِ شخصيةِ أبنائنا، وهدْرِ طاقاتِهم .
ويبيّنُ أنّ هذه الهواتفَ أصبحتْ نقمةً في حياتنا على الكبارِ والصغارِ والأُسرةِ… بكلِّ ما فيها من تطبيقاتٍ تجذِبُنا لها، ولا نستطيعُ المقاومةَ، وتصبحُ الأداةَ التي ﻻ يمكنُ مفارقتُها!! فما بالُ الأطفالِ الصغارِ! لذلك يجبُ الحذرُ مع استخدامِها.
باسل أبو حسان، صحفيٌّ،هو مع استخدامِ الأطفالِ للهواتفِ الذكيةِ؛ لِما لها من إيجابياتٍ، وفوائدَ كثيرةٍ تساهمُ في تطويرِ مَداركِ الطفلِ، وإطلاعِه على كلِّ ما هو جديدٌ في عالمِ التكنولوجيا و الاتصالِ والتواصلِ.
يقولُ:”لو تمَّ استخدامُ الأطفالِ لهذه الهواتفِ بالشكلِ الصحيحِ؛ لتَحققتْ الفائدةُ منها، وتمَّ نقلُها للغيرِ؛ فهناك الكثيرُ من التطبيقاتِ الحديثةِ التي يمكنُ استخدامُها لنشرِ القضايا الوطنيةِ: كنصرةِ الأقصى، والتعريفِ بالمدُنِ الفلسطينيةِ المُهجَّرةِ والمَنسيةِ، بالإضافةِ إلى القضايا الدينيةِ: كنصرةِ الحبيبِ المُصطفى، فلو تمَّ نشرُها عبرَ تطبيقاتِ الهواتفِ الذكيةِ عن طريقِ الأطفالِ؛ فسوفَ نغرسُ فيهم حبَّ الدفاعِ عن الدِّينِ والوطنِ .
ويضيفُ:” يأتي الدورُ الأساسُ، والمِحوَريُّ للأهلِ في كيفيةِ الإرشادِ والنصحِ؛ لاستخدامِها بطرُقٍ صحيحةٍ، فهي وسائلُ مفيدةٌ لتوصيلِ الرسائلِ، والدفاعِ عن كلِّ ما يَمسُّ ويسيءُ لمعتقداتِنا الدينيةِ والوطنيةِ، كما يجبُ الشرحُ للأبناءِ عن الهدفِ من استخدامِها، فهذه الوسائلُ لو تمَّ استخدامُها بشكلٍ سليمٍ؛ سنكونُ من الأشخاصِ المؤَثّرينَ في الحياةِ بشكلٍ إيجابيٍّ .
وينوِّهُ إلى ضرورةِ مراقبةِ الأهلِ لأطفالِهم الذين يستخدمونَ هذه الهواتفَ، والتأكُدِ من التطبيقاتِ والبرامجِ التي يتمُّ التصفحُ فيها، وعدمُ استخدامِها فقط للألعابِ، فهي تعملُ على تدميرِ خلايا المخِّ؛ إذا تمَّ استخدامُها لساعاتٍ طويلةٍ، بشكلٍ متواصلٍ ومتكرِّرٍ.