أيها الأزواج.. انتبِهوا

ليس أثقلَ على قلبِ الزوجةِ من أنْ يخطرَ على بالِها أنَّ زوجَها قد خطرَ على بالِه أنْ يتزوجَ ( طبعاً عليها ) فينقلبَ كيانُها ، خاصةً إنْ كان ناجحاً ، وكان لها دورٌ فيما حققَ من نجاحاتٍ ، صبرتْ وضحّتْ وانتظرتْ ، وربّتْ الأولادَ ، وسهرت الليالي ،،،،وبعد ذلك كلِّه تأتي أخرى لتقاسِمَها السعادةَ التي عملتْ على صناعتِها بلا جهدٍ منها ، هذا إضافة إلى ما يشتعلُ في رأسِها من عشراتِ الأسئلةِ ، كلها تبدأ بلماذا!!! ولا تجدُ لها جواباً ، فتزدادُ حَيرتُها ، فتقودُها إلى شعورٍ واحدٍ ، هو : إهانة كرامتِها !! ثم تلتفتُ إلى نفسِها تُسائلُها : أقصرّتِ في حقِّه ؟ لا .. أهي أجملُ ؟ لا .. أأرفعُ نسباً ؟ برضو لا … في الوقت الذي لا تتوقفُ دموعُها ، ولا تنهداتُها ، ولا شكواها !!!وتعصفُ بها الظنونُ ، وتحدِّثُها نفسُها الأمّارةُ بالسوء بتركِ البيتِ ، ورميِّ الأولادِ ( في وجهِه ) ثم البحثِ عن مَثالبِه أولاً ، وأبسطها ، غدّار ، وغير وفيّ ، ولم ينفعْ معه المعروفُ ،،،، وتبدأ جلساتُ القيلِ والقالِ ، والنميمةِ والغيبةِ ، والتواصي بالعنادِ، والتواصي بالهجرِ ، ثم عن مَثالبِ العروسِ ، وهي بلا شك كثيرة كثيرة !! ونادراً أنْ توجدَ من تجرؤ على أنْ تدافعَ عنها أحياناً ، فإنّ الحاضرَ ( على طول ) هو الدموعُ ، فتتسِمُ حياة صاحبِنا ، الذي لا يفلحُ ، مَهما مَلكَ من قدرةٍ على الإقناعِ أنْ يُقنعَ ، ومَهما أوتيَ من قدرةٍ على قطعِ الوعودِ والعهودِ، أنْ يُطمئنَ جريحةَ الكرامةِ ، مهانةِ الاعتبارِ ، خاصة إذا عنّ ( بتشديد النون ) لها شماتةُ الشامتاتِ ، والشامتين من سلفاتٍ وأسلاف ، ولا يستطيعُ أنْ يعيدَ بشاشتَها التي كانت عند لقائهِ بعد غيابٍ ، ولو كان في ( رحلة) إلى السوقِ …
وقد تكونُ ممن يصدّقنَ بأفعالِ السحرةِ والحواة ، وضاربي الودَعِ ، والمندلِ ( والعمولة) وتلبس الجنّ أجسادَ بني البشر من الإنس ، فتبدأ رحلة الألفِ ميل ؛ بحثاً عن صاحبِ السرِّ الباتعِ، الذي يعيدُ لها زوجَها ، بعدَ أنْ يحرقَ ( الجنّية ) أو الجني ، والمصيبةُ إنْ كانت الجنية يهودية عششششاقة ، أو جنية بكماءَ صماءَ ، فتتبددُ بقايا سعادتِها ، وتلازمُها الظنونُ !!! فيا عزيزي الزوج ؛ (في هذه الحالة ) هل يرضيك ما ستؤولُ إليه حياتك !! إنّ الزواجَ بأخرى ، مع تقديري للمضطّرين إليه ، يوجبُ التفكيرَ العميقَ ، والوقوفَ بدقةٍ على سلبياتِه وإيجابياتِه ، وكما يقال : المفاسدُ والمَصالحُ ، ويجبُ أنْ يكونَ بكل تجرُدٍ ، وحيادٍ ، ولا جريا وراء هوَى ، أو رغبة قد تكونُ جامحة ، ولا تقليدا لفلانٍ أو سحبان ، ولا يتذرعن بالإباحة أحد ، أو في المساهمةِ في حلِّ مشكلةِ العنوسة ، والأراملِ ، مع عدم إغفالي لوجاهةِ ذلك كله ، ولكنْ يجبُ ألا ينسَى أحدٌ أنّ الأمرَ غيرُ قابلٍ للتعميمِ ، فهي حالة خاصة ، بل في منتهى الخصوصيةِ ، فلكُلٍ ظروفُه ، ولكلٍ ظروفُها ، وللبيوتِ أسرارٌ ، كما الأقفال ، فلا يصلحُ مفتاحٌ لكُلٍ الأقفالِ ، ( إلا ما ابتكرَه اللصوصُ ) والزواج ليس منها !!! ولذا أقولُ ؛وبملءِ الفم : احذروا ، واحذروا جيداً …..
وإلى هنا ،،،،، إلى الملتقى ، في لقاء آخَرَ ، إنْ أفسحَ اللهُ لي ولكم في الأجل …