ابعِدْ تِحلَى.. ولاّ اللمّة أحلَى؟

بقلم: سميرة نصار
الأفراح هي مواسم فتحِ البيوتِ الجديدةِ، شبابٌ وشاباتٌ تتجسدُ عواطفُهم ومشاعرُهم في أولِ لبِناتِ مجتمعِهم الصغيرِ، إنه عشُّ الزوجيةِ الذي طالما حلموا به .
ويصطدمُ هذا الحُلمَ في بعض الأحيانِ بعوائقَ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ؛ فيكونُ هذا العشُّ غرفةً في بيتِ العائلةِ الكبيرِ، أي أسرةِ الزوجِ , والديهِ وإخوانِه وأخواتِه، وأحياناً تكونُ الأسرةُ ممتدةً؛ لتشملَ الأسلافَ والسلفاتِ وأبناءَهم..
وهنا تزدادُ الأعباءُ على تلك العروسِ، التي تكونُ بحاجةٍ إلى مهاراتِ التعاملِ مع الغيرِ، وفنِّ استيعابِ الآخَرِ، و كذلك القدرةَ على الاندماجِ في الوسطِ الاجتماعيّ الجديدِ، والذي غالباً ما يكونُ مختلفاً عن وسطِها التي وُلدتْ وعاشت فيه..
وهذا الانتقالُ والتغييرُ في بعضِ الأحيانِ يكونُ لصالحِ الفتاةِ؛ حيثُ النقلةُ النوعيةُ بين ما كانت، وما أصبحتْ فيه، وفي الأحيانِ الأخرى يكونُ العكسُ تماماً .
ولا أحدَ يَخفَى عليه آثارُ الاحتكاكاتِ اليوميةِ في ذاك المجتمعِ العائليّ، وإفرازاتُ العيشةِ التي تكونُ في بعضِ الأحيانِ إيجابيةً من الاحتضانِ العائليّ، وكذلك اللمّةِ التي تَجمعُ الكُلَّ تحتَ خيمةٍ كبيرةٍ , بفرحتِها ودمعتِها ويُسرِها وعُسرِها , فيتجدّدُ الحبُّ بين هؤلاءِ مع تجدُّدِ الأيام ولكنّ هناك في المقابلِ الصورةُ الضدُّ من المشاكلِ التي لا تنتهي, الغَيرةُ منقطعةُ النظيرِ ,والتدخُلُ بتفاصيلِ شئونِ الآخَرِ، وقتلُ الخصوصيةِ اللازمةِ لكُلِّ فردٍ على وجهِ هذه الأرضِ،
و لهذا يتمُ اختيارُ الحياةِ المنفصلةِ، التي ترمي بظلالِها ليتمتعَ فيها الأزواجُ بخصوصيتِهم، والانفرادِ بسفينةِ الحياةِ بكُلِّ ما فيها، وتبقى العلاقةُ مع أهلِ الزوجِ كما يقولونَ، عسلٌ لا تشوبُه المشاكلُ التي تتولدُ في العيشِ بالأسرةِ الممتدةِ .
وبينَ هذا وذاك؛ يبقَى السؤالُ قائماً “ابعِدْ تِحلى، ولاّ اللمّة أحلَى” ؟