حثوها كالرمالِ !!

ما أكثرَ الرمالَ التي نحثوها في وجوهِ مَن حولنا!، ظانِّينَ بأنها تُطهِرُهم، مشكلتُنا في كثيرٍ من الأحيان، أننا لا نجيدُ قَولَبةَ آرائنا ونصائحنا في قوالبَ جميلةٍ تتقبّلُها النفوسُ البشرية، فتطيرُ المعاني الجميلةُ التي تَحملُها قلوبُنا مع تطايُرِ تلك الرمالِ، وتذهبُ أدراجَ الرياح ..
إنْ أردتَ أنْ تقنعَ الآخَرينَ بفِكرتِكَ وكلماتِك ونصيحتِك؛ فبالِغْ في تزيينِها وتجميلِها، وقدِّمْ الإيجابي على السلبي، وزِدْ مبالغةً في الانتباهِ لقسماتِ وجهِك، اجعلْها تنطقُ بالابتسامِ والأريحيةِ، بطّنْ جُملَك اللطيفةَ بمفرداتٍ جميلةٍ، كُن متواضعًا، وأشعِرْ مَن أمامَك بأنك إنما تريدُ أنْ تُحاورَه بشيءٍ جميلٍ، ولا تظُنّ بأنّ الإفحامَ كان سبباً في الإقناعِ يوماً.
لا تجعلْ آراءَك الصحيحةَ أمرًا ثقيلاً على المسامعِ، ولو كان حُكماً شرعياً يُفضي بالتحريمِ، جمِّلْه وحسِّنْه، واذكُرْ معي قولَ النبي في خطابِ الكافرين من أجلِ إقناعِهم بالإيمانِ؛ وهو أسمَى المعتقَدات ” وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ “.
مشاركة / هدى شبير