دين ودنيامركز الاستشارات

هل يجوزُ أنْ أُخرجَ صدقةً جارية عن والدي، وهو على قيدِ الحياة؟

  • هل يجوزُ أنْ أُخرجَ صدقةً جارية عن والدي، وهو على قيدِ الحياة؟

يجوزُ بذلُ الصدقة عن الوالدين؛ حال حياتِهما جاريةً كانت أو مقطوعةً؛ لأنّها من أنواع البِر، وقد أمر الله تعالى ببرِّ الوالدين والإحسان إليهما، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].

ومن أدلَّة الجواز: القياسُ من وجهين:

أحدُهما: قياسُ الصدقةِ عنهما على الدعاء لهما، والدعاء للوالدين من أعمال البرِّ، حالَ حياتهما وبعدها، فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: ” سَبْعَةٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ” [أخرجه:البيهقي في  شعب الإيمان]، ومِثله الصدقة عنهما ، والثاني: قياسُها على الصدَقة بعد مماتهما، والثانية جائزةٌ باتفاق العلماء، لحديث أَنَسٍ، أَنَّ سَعْدًا أَتَى النَّبِيَّ r، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ، وَلَمْ تُوصِ، أَفَيَ نْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَعَلَيْكَ بِالْمَاءِ» [ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط].

وفي رواية عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: «الْمَاءُ»، قَالَ: فَحَفَرَ بِئْرًا، وَقَالَ: هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ [ أخرجه أبو داود في سُننِه , حسن]، ومِثلها الصدقة عنهما حال الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى