مطبخ

د.طهبوب المرأةُ الفلسطينية وضعتْ بصمتَها في كل انتصار

تضامنتْ مع الأقصى بخاتَم زواجها وجديلةِ ابنتِها

د.طهبوب المرأةُ الفلسطينية وضعتْ بصمتَها في كل انتصار

حوار: صابر محمد أبو الكاس

أردنيةُ الجنسية فلسطينيةُ الهوى والانتماء، جذورُها من مدينة الخليل المحتلة، عُرفت بحبها العميقِ لفلسطينَ والمسجدِ الأقصى، فقدّمت خاتم زواجِها للمسجد الأقصى، ثم تبعتْها ابنتُها الوحيدةُ “فاطمة” بتقديم جديلةِ شَعرِها للأقصى، كثاني حدثٍ من نوعه في التاريخ، ومن قبلِ ذلك كلِّه؛ قدَّم زوجُها “طارق أيوب” صحفيُ الجزيرةِ دمَه، أثناء تغطيتِه الحربَ الأمريكيةَ على العراق.

هي إذن واحدةٌ من أسرةٍ عُرفت بتقديمِ حياتها وأموالِها؛ خدمةً ودفاعاً عن أمَّةِ الإسلام.. على بساط “السعادة” نرحبُ بالدكتورة “ديمة طهبوب” الأكاديميةِ والسياسيةِ والكاتبةِ الصحفيةِ والأسرية، نحاورُها لنتعرفَ على مكنوناتِها الأسريةِ وحياتِها الاجتماعية.

نكرّرُ ترحيبَنا بك د.ديمة، نريدُ أنْ نتعرّفَ على سيرتِك الشخصية؟

ديمة “محمد طارق” طهبوب، من مواليد عمان ٧٦، وأنحدرُ من مدينة الخليلِ في فلسطين، أستاذةُ لغةٍ إنجليزيةٍ في الجامعة الأردنية، أحملُ بكالوريوس لغة إنجليزية و آدابِها من الجامعة الأردنيةِ، و حصلتُ على ماجستير ترجمةٍ من الجامعةِ ذاتِها، أمّا الدكتوراه فكانت في الأدبِ المقارنِ، من جامعةِ مانشستر بريطانيا، أرملةُ الشهيدِ الصحفي “طارق أيوب” الذي أنجبتُ منه ابنتي الوحيدةَ “فاطمة”.

يُعرف عن د.ديمة ولعُها بالأدبِ والكتابةِ، فلماذا لم يكنْ اختصاصُك في ذاتِ الهواية ؟

تخصصي في الأدبِ له علاقة بهوايتي، و من بركاتِ القدرِ أنّ دراستي بالإنجليزية؛ جعلتني أهتمُ أكثرَ بالعربيةِ؛ و ذلك لاقتناعي أنّ الأدبَ يعبِّرُ عن حالةٍ حضاريةٍ أخلاقيةٍ، و هو ما وجدتُه في الأدبِ العربي أكثرَ من الإنجليزي، فزادتْ محبّتي للأدبِ العربي؛إضافةً أنّ عائلتي مُحبّةٌ للشعرِ، و نحفظُه و نتبارى به في مجالسِنا، و نَعُدُّ القراءةَ هوايتَنا الأولى .

اهتمامُكِ بالقضية الفلسطينيةِ لافت؛ فما السرُّ وراء ذلك؟

أعترضُ على كلمةِ اهتمام، فالاهتمامُ رُبما شيءٌ عرَضي، و لكنّ فلسطينَ جزءٌ من كياني، بنسبةِ الجذورِ إليها، و الأهمُّ من ذلك أنها جزءٌ من تكوينِ شخصيتي و هُويتي الإسلاميةِ، و التي أراها أقوى من كلِّ جنسيةٍ و جذرٍ.

أنا تربّيتُ في الأردنِّ.. و فلسطينُ والأردنُّ هما غرفتا القلبِ، ففي الأردنّ تربيّتُ على حبِّ فلسطينَ، واعتبارِها قضيةَ الأُمةِ وبوصِلتَها، فهي عقيدةٌ و إيمانٌ غيرُ خاضعتينِ للتبدُّلِ، و لا لمَوسميةِ التفاعلِ.

قمتِ بزيارةِ غزة.. كيف كان انطباعُك عنها؟

غزة بالنسبةِ لي إمكانيةُ المستحيل؛ هي المدينةُ الفاضلة، هي نجاحُ الإسلامِ في الحُكم، هي حلمُنا في الانتصار، و قدرتُنا على الردِّ، هي الكرامةُ و نهوضُ الماردِ الإسلامي، هي الضوءُ في آخِرِ النفقِ، و لكنّ هذا مرتبطٌ بإيمانٍ عميقٍ، و صمودٍ كبيرٍ، ولا يستطيعُه إلا الخَيرةُ من أبناءِ هذه الأمةِ، فرُبما كلُّنا يحبُّ غزةَ و أهلَها، و لكنْ لا يرقَى لقامةِ تضحياتِها.

وكيف وجدتِ المرأةَ الفلسطينيةَ فيها؟

المرأةُ الفلسطينيةُ أحيتْ دورَ و مكانةَ المسلمةِ الأولى، كما يجبُ أنْ تكونَ في مقدمةِ الصفوفِ، بأدوارٍ أساسيةٍ لا مُسانِدةٍ و لا تكميليةٍ، فبِتنا الآنَ نعرفُ الصمودَ و الرباطَ في القدسِ بالمرأةِ، و قد ظهرتْ لنا أيقوناتُ التضحيةِ و الاستشهادِ و الأمومةِ في الأمِّ الغزية، تلك المرأةُ الفلسطينيةُ التي أثبتتْ للعالمِ جليّاً ذلك الشعارَ؛ أنها بحقٍّ نصفُ المجتمعِ، و تُربّي نصفَه الآخَرَ، فما من نصرٍ و لا صمودٍ إلا و بصماتُها جليةٌ فيه.

من أكثرِ القضايا التي تشغلُ اهتمامَك قضيةُ المسجد الأقصى.. لماذا الأقصى تحديداً؟

الأقصى ليس قضيةً، الأقصى إيمانٌ و عقيدةٌ و قرآنٌ؛ و من فرَّطَ في الأقصى.. فرّطَ في القرآن؛ فمن اكتمالِ الإيمانِ أنْ تعملَ للأقصى، هذا غيرُ القدسيةِ و البرَكةِ ، و البشارةِ المستقبليةِ في قيادةِ الأمةِ، و كلُّها موطنُها القدسُ و المسجدُ الأقصى و الأكنافُ، فمن أرادَ السعادةَ و المجدَ، و خلودَ الدنيا و الآخِرةِ؛ فالدربُ إليها جميعاً هو خدمةُ ذلك المسجدِ.

في خطوةٍ مُستغرَبةٍ  وهبتِ خاتَم زواجكِ للأقصى، فماذا نفهمُ من ذلك؟

رُبما أحتاجُ لأنْ أُقرضَ القارئ قلبي وعقلي؛ ليشعرَ بكلماتي، و يعرفَ أنها ليست من قبيلِ الدروشةِ، و لا من قبيلِ التواضعِ أو الإخلاصِ، و إنما شهادةُ حقٍّ للهِ.. لأولِ مرةٍ في حياتي أشعرُ أني مُسيَّرة تماماً، و أني أسيرُ على طريقٍ خطَّها اللهُ لي، و لم يكن عليَّ سِوى الإتباعِ.

اللهُ أراد لهذا الأمرِ أنْ يكونَ في وقتٍ كانت وسائلُ الإعلامِ تتناولُ الذكرى الحاديةَ عشرةَ لاستشهادِ زوجي “طارق أيوب”، و يشاءُ اللهُ أنْ تَذكُرَه “الجزيرة” هذا العامَ؛ بتقريرٍ مفصَّل لا خبرٍ سريعٍ، لتُذكِّرَ مَن نسيَ من الناس، حتى جاء المهرجانُ في آخرِ الشهرِ نفسِه الذي حلمتُ في ذاتِ الأسبوعِ أني أزورُ القدسَ، و أتنقَّلُ فيها، و أنا أبكي بصوتٍ عالٍ، أحلامي في العادة يختلطُ فيها الحابلُ بالنابلِ؛ إلا هذا الحلمُ كان واضحَ المعالمِ.. خمسةُ سنينَ من دراسةِ العلومِ المقدسيةِ، و حضورِ الدوراتِ تتكلَّلُ في لحظةٍ واحدة.

سافرتُ و وضعتُ الجامعةَ أمام الأمرِ الواقعِ.. أثناء التحضيرِ لكلمتي المُرتقية؛ فكرتُ كيف يمكنُ أنْ أؤثِرَ في الناسِ، فقذفَ اللهُ في قلبي فكرةَ الخاتمِ، و كأنها سهمٌ استقرَّ فيه، و ما زلتُ أحسُّ أثرَه حتى الآنَ، حقيقةً ذِكرى الخاتمِ عزيزةٌ؛ لأنها مرتبطةٌ بذكرى صاحبهِ العزيزِ، لم يُحفرْ عليها ذكرى عقد القِرانِ، و إنما ذكرى أولِ لقاءٍ في مظاهرةٍ لنصرةِ الحجابِ، عندما أجرى معي “طارق” لقاءً صحفياً.

فقدتُ “طارق”.. و هذا ما بقي من أثرِه، صارعتُ كلَّ الحُججِ، و كان سوطٌ آخَرُ يضربُني؛ ماذا عما تكتبينه و تقولينه للناس؟! أين إنفاقُ الحب؟ أين إنفاق البِّر؟ !صارعتُ نفسي كثيراً، ووصلتُ مرحلةَ أني سأتبرّعُ بأضعافِ ثمنِه، وأنوِيها عنه، ولن أتبرّعَ بالخاتم، و بين مدٍ و جزرٍ في المشاعرِ و الأفكارِ، دعوتُ اللهَ –مطوَّلاً- أنْ يختارَ لي، حتى كان آخِرُ يومٍ قبلَ السفرِ، لحضورِ مهرجانِ حقِّ العودةِ في “ميلانو”، وأنا أُعِدُّ حقيبتي، توجّهتُ نحوَ الخزانةِ، و أخذتُ  الخاتمَ دونَ تفكيرٍ أو شعورٍ بالحزنِ، بل بالاطمئنانِ، رأتني ابنتي “فاطمة” فسألتني ماذا تفعلينَ به؟ قلتُ لها أحبُّ أنْ آخذَه معي.

علمتُ أنّ الفضائياتِ ستكونُ في المهرجانِ، هناك قررتُ أنْ أقدّمَ خاتمَ زواجي(الدبلة)؛ حتى يكونَ التأثيرُ أكبرَ، و كتبتُ ذلك في الكلمةِ التي أعددتُها، و كنتُ أعلمُ أيضاً أنّ أحداً سيفتديها، و لكنْ ليس بالصورةِ التي حصلتْ بها؛ أسردُ هذه الأحداثَ، و تدبيرُ اللهِ للأمرِ كان حاضراً، حيثُ تجلَّتْ برَكةُ القدسِ و الأقصى، و بركةُ الشهداءِ و نخوةُ الرجالِ، و الخيرُ الباقي في الأمةِ، وإخلاصُ العاملين، و لا نزكّيهم على اللهِ.

كتبتِِ رسالة للشيخ “رائد صلاح” رئيسِ الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948، ماذا قلتِِ فيها؟

كتبتُ فيها: دارتْ دبلةُ (خاتم) الشهيد، بإذن الله، طارق أيوب، كثيراً، وقد آنّ لها يا شيخَنا أنْ تجدَّ مستقرَّها في المسجدِ الأقصى، فمنذُ أنْ هداني اللهُ لتقديمِها لأغلَى بقعةٍ بعدَ الحرمينِ على قلبي، في مهرجانِ الأقصى الخامس عشر في إيطاليا، عادتْ مرةً أخرى إلى يدي بأمرِ الله، ومن ثم نخوةِ رجلينِ من الصالحين، اللذين يصِلان زمنَنا بأزمانِ الصحابةِ، هما الشيخُ المَغربي المُقرئ الإدريسي، الذي افتداها “بأربعة آلاف يورو”، وتبعَه الأخُ أنس نيروخ، الذي افتداها “بمئة ألف يورو” تبرّع بها للمسجد الأقصى وغزة”.

وتضيف: “لا أخفيكَ يا شيخ، يومَ عادت الدبلةُ إليَّ، وكأنما ردّت إليَّ روحي، لا لقيمتِها المادية، ولكن لأنها تحملُ ذكرى رجلٍ لو جمعتُ فيه دُررَ ما قاله البشرُ على مرِّ الأزمان، ما كفيتُه بيومٍ من حياتي معه، ولا وفّيتُ مدحَ طِيبِ خصالِه، وكريمِ مَعشرِه، ولأنها بهذا القدرِ في نفسي، كان لا بدّ أنْ أنتصرَ في حربي وجهادي الأصغرِ مع نفسي، كان لا بدّ أنْ أصدُقُ فيما أقولُه وأكتبُه للناسِ عن التضحيةِ بالغالي والنفيسِ من أجلِ الإيمانِ، ثم إني بعد ذلك استصغرتُ نفسي كثيراً، فما أنا ممّن يُقدّمنَ فِلذاتِ أكبادهِنّ وأنفسهنَّ في سبيلِ اللهِ مقبلاتٍ غير مدبراتٍ؟!”.

وختمتُ بالقول “الدبلة الآنَ بين يديك يا شيخَنا، وقد وصلتْ محطتَها الأخيرةَ، قبلَ أنْ توضعَ صدقةً جاريةً للأقصى، عن طارق -رحمه الله- وابنتي فاطمة طارق أيوب، وعن الأخوَينِ الفاضلَينِ، الشيخِ الإدريسي وأنس نيروخ، فبِعْها يا شيخُ؛ لعلَّ اللهَ يتقبلُ مِنا جُهدَ المُقِلِّ، ويكرمُ الأحياءَ منا، بأنْ نكونَ من جنودِ الفتحِ والتحرير”

وصلَ الأمرُ بابنتِك “فاطمة” أنْ توهبَ جديلتَها (ظفيرَة شعرها) للمسجد الأقصى، ما الرسالةُ التي أردتُم إيصالَها؟

ما قامت به ابنتي “فاطمة” رسالةً واضحةً إلى الجميع، أنّ هذا الجيلَ لم ولن ينسى قضيتَه الرئيسة، فهو يقدِّمُ كلَّ ما يملكُ من أجل تلك القضية؛ قضيةُ فلسطين و المسجدِ الأقصى المبارك.

أرادت “فاطمة” أنْ تكونَ الثانيةَ في التاريخ، التي تُقدِمُ على هذه الخطوة، فالجديلةُ الأولى قدّمتها “ميسون” الدمشقية، في القرن الثامنِ الميلادي، التي استُشهدُ إخوتُها الأربعةُ خلال الاحتلالِ الصليبي لمدينةِ القدس، عندما رأت تقاعسَ الرجالِ عن نصرةِ إخوانِهم في فلسطين، حينها جمعتْ النساءَ، وأخذت المقصَّ، وجزَّتْ شعرَها ليكونَ لجامًا لخيولِ الجنودِ المسلمين.

 

مِن حبِّك وفاطمة للأقصى، إلى حبِّك لزوجكِ الشهيد طارق أيوب.. ماذا كان يمثّلُ لك؟

“طارق” كان رجلاً لا يتكرّرُ؛ أفضالُه عليّ في حياتِه، و بعدَ استشهادِه أيضاً، فقد أكرمني حياً، و غيرّني استشهادُه تغييراً جذرياً، و لكنْ كان تغييراً مؤلماً، و إنْ كان للأفضل؛ أملي أنْ يبقَى ذِكرُه حيّاً، و يشاركَنا الأجرَ، أنا و ابنتي، في كلِّ ما نفعلُه من خيرٍ.

 

كيف كنتِ تعيشينَ لحظاتِ غيابه عن البيت، أثناء تغطيتِه الصحفيةِ للحروب؟

بقلقٍ و تسليم؛ و لكنْ لم أتوقعْ أنْ تكونَ نهايتُه كذلك، فالأملُ يظلُّ في النفس؛ كنتُ أريدُه أنْ يأخذَ فرصتَه في تغطيةِ الحروبِ، فهي وللأسف فرصةٌ ذهبيةٌ لأيِّ مراسلٍ، و لكنه كان يحرصُ على طمأنتِنا و الاتصالِ اليومي بنا، و لا أظنُّ أنّ قلبَه كان يعرفُ الخوفَ.

هل توقعتِ استشهادَه؟ وكيف تلقيتِ النبأ؟

لا، لم أتوقعْ ذلك؛ كان نبأُ استشهادِه مؤلماً، حتى بالرغم من الإيمانِ بقضاءِ اللهِ، فالشهادةُ عندنا فقْدٌ.. وليس كما هو الحالُ في فلسطينَ وغزة حالةٌ احتفاليةٌ جماعية؛ الفقْدُ يتعاظمُ عندنا، و يزدادُ ألمُه.. إلاّ أنّ الاستعصامَ باللهِ هو طوقُ النجاةِ على كلِّ الأحوال.

الأهلُ و الوسطُ الذي أعيشُ فيه، كانوا بفضلِ اللهِ عواملَ مساعدةٍ على الصبر؛ و اللهُ عزّ وجلَّ أخذ طارق، و أبقى بعضَه في ابنتي و ابنتِه، لعلها تكونُ من اسمِه و رفعةً لذكرِه في الدنيا و الآخِرة.

كلمة تقولينها الآنَ لزوجِك الشهيد، ما هي؟

جزاكَ اللهُ عني خيرَ ما جزى  زوجاً عن زوجتِه؛ آملُ أنْ لا أكونَ فقدتُك دنيا وآخِرة.

ماذا تمثّلُ “فاطمة” في نظرِ أمها؟

“فاطمة” هي سببُ تمسُّكي بالحياةِ، و رغبتي فيها؛ بدونها ليس لي حياة.

هل استطعتِ تعويضَها عن فقدانِ والدها؟

لا أحدَ يستطيعُ أنْ يعوِّضَ أحداً عن ذلك؛ لأنّ المشاعرَ التي يستمدُّها الإنسانُ من والدته مختلفةٌ عن تلك المشاعرِ المستمدّةِ عن الوالد، فكلاهما ضروريّ في الحياة، و لكنْ نجحنا بفضلِ الله أنّ يكونَ “طارق” حالةَ فخرٍ في حياة “فاطمة”، و ليس حزناً و انكساراً، و أنْ نوجِّهَها لتحفظَ و ترفعَ اسمَه بإذنِ الله.

كزوجة شهيد، هل يعيشُ زوجاتُ الشهداءِ حياةً خاصة؟

اللقبُ كبيرٌ.. و لا أرى نفسي خليقةً به، و لا بهذه المكانة؛ أحاولُ أنْ أعيشَ كمسلمةٍ صالحةٍ، تخدمُ دينَها أمام ذلك العالمِ الذي وجدتُه في غزة، حيث الجبلُ الكبيرُ الذي يصعبُ بلوغُه.

كلمة من زوجة شهيد لزوجات الشهداء، وهم كُثُر، ماذا تقولينَ لهنّ؟

هنَّ اللواتي يقلْن و يفعلْن و يقدِّمن، و نحن لولا وجودُهنَّ كقدوةٍ حيةٍ أمامنا؛ لذهبَ العقلُ حزناً على ما فقدْنا، و لكننا وجدنا مثالاً حياً فسهَّلَ علينا المَشيَ في ذاتِ الطريق.

ما الذي ينشرحُ صدرُك له؟

وجودُ أمي و أبي وابنتي فاطمة، كما يسعدُني أنْ أرى الدِّينَ منصورًا، وينشرحُ صدري بخدمتِه.

ما الذي يضيقُ صدركِ له ويزعجُك؟

الظلمُ و التسلطُ و نفاقُ الناسِـ، و تغيُّرُ أخلاقِ الناس.

ما أكثرُ صفةٍ تمتازين بها؟

أظنُّ أني سريعةُ الغضبِ، سريعةُ الرضى.

ما نقاطُ ضعفك؟

الرومانسية بعضَ الشيء من نقاطِ ضعفي، و سرعةُ الثقةِ في الناس.

ما هوايتُك المفضلة؟

القراءةُ و الكتابة.

ما الأكلةُ المفضلة لك؟ والشرابُ المفضل؟

أحبُّ ورق الدوالي (ورق العنب) وأكلَ الكرشات، أمّا شرابي المفضّل هو الشاي بالمرمرية.

ما أمنياتك وبماذا تحلمين؟

أتمنى الصلاةَ في الأقصى، و أنْ أكونَ من جندِ تحريره؛ كما أحلمُ أنْ تصبحَ ابنتي “فاطمة” علَماً في خدمةِ الأُمةِ.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى