دين ودنيامركز الاستشارات

تربية الشعر للرجال

أجابَ عن التساؤل الشيخُ “عبد الباري خلّة

ما حُكمُ تربيةِ الشعرِ للرجال ؟

قد ثبتَ في السُّنةِ الصحيحةِ؛ أنَّ النبيَّ “صلى الله عليه وسلم” كان يطيلُ شَعرَه على عدّةِ صفاتٍ، على حسَبِ اختلافِ أحوالِه في شغلِه وفراغِه: وكان يطيلُه إلى شحمةِ أُذنِه، وهي (الوفرة) : قال البراء: (كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ له شعرٌ يبلغُ شحمةَ أذنَيهِ) متفق عليه .

وفي صحيح مسلم (كان شعرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصافِ أُذنيه) ، وكان يطيلُه إلى ما بين أُذنِه ومنكبِه، وهي (اللمة): قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان شَعرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بين أُذنَيهِ وعاتقِه) متفق عليه. وقالت عائشة: (كان شعرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقَ الوفرةِ، ودونَ الجمّة) رواه أبوداود والترمذي .

ولم يَثبُتْ في السُّنةِ أنه كان يطيلُه إلى أنزَلَ من كتفِه؛ كعادةِ النساءِ في إطالةِ شعورِهنَّ، والظاهرُ أنه “صلى الله عليه وسلم” كان يقصُّه إذا نزلَ عن منكبيهِ، ولم يُنقلْ عنه “صلى الله عليه وسلم” أنه حلقَ شعرَه إلاّ في النُّسكِ الخاصةِ ، وعليه فإنّ الشعرَ عادةٌ من العاداتِ، يجوزُ قَصُّه بالكُليّةِ، ويجوزُ توفيرُه، ويجوزُ تقصيرُه، وأفضلُ من ذلك أنّ هذا تابعٌ للعُرفِ السائدِ في المجتمعِ، فإنْ كان المجتمعُ يوفِّرُ الشعرَ؛ فالأَولَى التوفيرُ، وإنْ كان الحلقُ؛ فالحلق، فما وردَ من وصفٍ عن النبيّ “صلى الله عليه وسلم” فهو لبيانِ الهيئةِ التي كان عليها، لا لبيانِ الحُكمِ من حيثُ الوجوبِ أو الندْبِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى