دين ودنيامركز الاستشارات

هل أذكر مساوئ الشخص؟

أجابَ عن التساؤل الشيخُ “عبد الباري خلّة “.

عندما يأتي شخصٌ؛ ويسألُني عن إحدى أقربائي وجيراني ، بسببِ طلَبِه يدَ ابنتِه ، هل يجوزُ لي أنْ أتحدّثَ عن مساوئِ هذا الشخصِ أم لا ؟
الغيبةُ حرامٌ ومن الكبائرِ، ولا يجوزُ ذِكرُ مساوئ المسلمِ؛ إلاّ لضرورةٍ؛ كالمُتظلِّمِ الذي يَذكُرُ مظلمتَه أمام القاضي، ومن سُئلَ عن شخصٍ يريدُ الزواجَ؛ فذِكرُ حقيقتِه لا يُعَدُّ ذلك من الغيبةِ، ويُباحُ ذِكرُ المساوئِ للضرورةِ.

فالشرعُ أباحَ للمسلمِ أنْ يذكُرَ عيوبَ الغيرِ ومساوِئهم بقَدْرِ الحاجةِ، إذا كان ذلك لمصلحةٍ مُعتبرةٍ شرعاً، ولو كان الفاعلُ يكرهُ ذِكرَ ذلك ، فإنَّ ذِكرَ مساوئِ الشخصِ بقَصدِ النُّصحِ للآخَرين، بعدَمِ معاملتِه أو الابتعادِ عنه؛ جائزٌ شرعاً؛ إذا كان بقدْرِ الحاجةِ، ولا يُعَدُّ من الغيبةِ المحرَّمة، وكذلك ذِكرُ ما قام به الشخصُ من الإساءةِ في حقِّكَ، فلا حرجَ فيه، ولا يعدُّ من الغيبةِ المحرّمة.

وأمّا نقدُ الآخَرينَ في غيابِهم بما يَكرهونَ؛ إذا كان لغيرِ مصلحةٍ شرعيةٍ معتبَرةٍ ؛فإنه لا يجوزُ، لأنه إمّا أنْ يكونَ غيبةً، إذا كان المذكورُ عنهم هو ممّا فيهم، أو يكونَ بُهتاناً؛ إذا كان ممّا ليس فيهم، فقد رَوى مسل؛أنّ رسولَ اللهِ “صلى الله عليه وسلم” قال: أتَدرُونَ ما الغيبة؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: ذِكرُكَ أخاكَ بما يَكرهُ، قيل: أفرأيتَ إنْ كان في أخي ما أقولُ؟ قال: إنْ كان فيه ما تقولُ؛ فقد اغتبتَه، وإنْ لم يكنْ فيه فقد بَهتَه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى