جلسةُ تفكيرٍ وعَصْفٍ ذهنيٍّ لمذاكرةٍ أكثرَ تركيزاً

إعداد- إسراء أبو زايدة
في كثيرٍ من الأحيانِ؛ نحتاجُ لجلساتِ عصفٍ ذهنيٍّ أو تأمُّلٍ؛ لنَخرجَ ببعضِ الأفكارِ الإبداعيةِ؛ كي نعيدَ ترتيبَ أفكارِنا، وتنظيمَ ما نريدُ عملُه؛ سواءً كان ذلك على صعيدِ الجامعةِ أو العملِ، أو حتى على الصعيدِ الشخصي.
كلُّنا نحتاجُ لهذه الجلسةِ من الصفاءِ الذهنيّ؛ التي تكونُ وسيلةً مساعِدةً كي نعودَ إلى عملِنا أو دراستِنا أكثرَ نشاطًا، وبِذهنٍ منتعشٍ خالٍ من الأفكارِ التي تشوّشُ علينا، وتمنعُنا من العملِ والمذاكرةِ بشكلٍ مثاليّ، وتكونَ سببًا في تضييعِ طاقتِنا سُدَى.
غالبًا ما نلجأُ لمكتبةِ الجامعةِ؛ كي نقومَ بتلكَ الجلسةِ المنعزلةِ التي تساعدُنا على الخروجِ من الروتينِ الذي نعيشُه، أو نختارَ الجلوسَ مع أجهزتِنا المحمولةِ، برفقةِ كوبٍ من القهوةِ؛ يأخذُنا إلى حالةٍ من الشرودِ.
تنقضي عقاربُ الساعةِ دونَ أنْ نستجمعَ أفكارَنا، ولذلك يتحتمُ علينا البحثُ عن مكانٍ نستجمعُ فيه أنفسَنا؛ لنُحقِّقَ ما نصبو إليه. في السطورِ القادمةِ نَخُطُّ إليك بعضَ الإرشاداتِ التي تُمكِّنُك من تحقيقِ هدفِك.
1- اختَرْ مكاناً خاصاً فيك؛ لا تذهبُ إليه عادةً .
قُم بإيجادِ مكانٍ للتفكيرِ؛ لا تذهبُ إليه كثيرًا، وليس له علاقةٌ بحياتِك اليوميةِ، وحاوِلْ أنْ تجِدَ مكاناً تشعرَ فيه بالراحةِ والهدوءِ، وتجلسُ لفتراتٍ طويلةٍ دونَ أن يُزعِجَك أحدٌ.
2– خصِّصْ وقتاً محدَّداً للعصفِ الذهنيّ .
قُم بتحديدِ وقتٍ مُحدَّدٍ؛ تقومُ فيه بالعصفِ الذهنيّ، واستحضارِ الأفكارِ، وجعلِها في متناولِ يدَيكَ؛ يكونُ كافيًا للتفكيرِ حسبَ حجمِ المُهمةٍ التي تريدُ إنجازَها.
عندما لا يكونُ الأمرُ مستعجَلًا؛ فالمساءُ هو الوقتُ الأنسبُ لهذه الجلسةِ، بحيثُ يكونُ ضغطُ اليومِ قد انتهى، ولدَيكَ مساحةٌ مرِنةٌ من الوقتِ.
3– استخدِم ورقةً وقلماً :
عُدْ إلى الأسلوبِ التقليديّ؛ وأحضِرْ أوراقًا وأقلامًا ملونةً؛ لأنّها الطريقةُ الأمثلُ لتسجيلِ الأفكارِ التي تُراوِدُكَ كلِّها، وهذا أفضلُ وأسرعُ من الحاسبِ أو الجهازِ المحمولِ؛ لأنكَ _ببساطةٍ_ لن تكتفيَ بتسجيلِ الأفكارِ على الحاسوبِ؛ بل ستَدخُلَ إلى الإنترنت، وتَصِلَ بكَ الأمورُ إلى أبعدَ من هذا.
4 – قاوِمْ الرغبةَ في التعديلِ :
صُبّ كلَّ أفكارِك على الورقِ، وقاوِمْ رغبتَك بشطْبِ أيِّ فكرةٍ، أو تعديلِها، أو حتى إعادةِ صياغتِها، أو انتقادِ الفكرةِ، واجعلْ هذه الجلسةَ _فقط_ كي تقومَ بكتابةِ كلِّ ما يَخطرُ على بالِك، تذكّر أنّك الآنَ في حالةٍ أعمقَ من حالةِ التفكيرِ العادي، عندَ العودةِ إلى تلكَ الأفكارِ الخامِ؛ يُمكِنُك معالجتُها وجعلُها أكثرَ فائدةً.
5 – تجنّبْ ما يشتِّتُ أفكارَك :
لستَ بحاجةٍ إلى أشياءٍ كثيرةٍ خلالَ هذه الجلسةِ، هاتفٍ محمولٍ دونَ اتّصالٍ بالإنترنت؛ كي تُعطيَ أفكارَك مساحةً لتَخرُجَ دونَ أنْ تكونَ مشغولًا بأمورٍ أُخرى حولَك، القليلِ من الأشياءِ التي تساعدُكَ على التركيزِ ، دفترٍ، قلمٍ، ولا شيءَ آخَرَ.
6- مشروباتٌ خفيفةٌ :
زجاجةُ ماءٍ، أو قطعةٌ من الِّلبانِ؛ لا تُلهيكَ أثناءَ العملِ والتفكيرِ، ولا تُعَدُّ من المُشتِّتاتِ؛ بل إنّ الماءَ ضروريٌّ جدًا لعمليةِ المذاكرةِ والعصفِ الذهني، يُمكِنُكَ أنْ تشربَ مشروباً خفيفاً من المشروباتِ التي تفضِّلُها، لكنْ اكتفِ بهذا دونَ أن تضعَ أمامَك قطعةً كبيرةً من الحلوى؛ تريدُ أنْ تأخذَ منها “قَضْمةً” كلَّ دقيقةٍ، وتُعطِّلَ نفسَك، وتنشغلَ بطَعمِها، وتَصلَ حينَها إلى حالةِ الشبعِ الذي ستَطغَى على نشاطِك الفكريّ.
نصيحةً إضافيةً …
ضعْ معكَ دفترَ ملاحظاتٍ صغيراً؛ اصطحِبْهُ أينما تذهبُ؛ وسجِّل عليه كلَّ فكرةٍ تأتيكَ؛ لأنّك لا تعرفُ متى تأتي الفكرةُ المناسبةُ؛ ومتى تعودُ لها؛ لتَجدَ أنّك بحاجةٍ لها في هذا الوقتِ، من المُهمِّ ألّا نُهملَ أيَّ فكرةٍ من الأفكارِ التي تراوِدُنا؛ لأنّها ومْضاتٌ قصيرةٌ جدًا؛ قد تَختفي بعدَ لحظاتٍ.