كيف أجعل ابني متفوقا؟

الثريا: خاص
ابني الصغير لا يحب المدرسة ولا الدراسة، وكلما راجعت معه دروسه ينشغل بما حوله، أكلمه أحيانا عن أهمية الدراسة، و أحيانا أضربه لأنه مستهتر جدا بدراسته علما أنه ذكى لكن مستواه في الدراسة جيد، كيف أتصرف معه لأنني أريد أن يكون من المتفوقين وأسعى جاهدة لذلك؟
يجيب عن الاستشارة د. جواد الشخ خليل دكتوراة في العلوم التربوية
عزيزتي صاحبة المشكلة:
الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى اللعب بصورة كبيرة جدا ويفضله عن أي شيء آخر من حوله حتى أنه قد ينسى المأكل والمشرب وهو يلعب، ومن المهم أن نتعرف على الخصائص النمائية والمعرفية لدى الطفل في هذه المرحلة.
يجب أن نعرف أن حاجة الطفل للعب واكتشاف الأشياء من حوله ملحة جدا ويجب التعامل معه في ذلك وتوفير البيئة الآمنة للعب واكتشاف مواهب الطفل مبكرا، مع الحرص على عدم تجاهل حاجة الطفل للمعرفة، ولكن يجب علينا أن نقدم المعرفة للطفل بطرق محببة له تتماشى مع طبيعته وميوله.
ولا مانع أن نقدمها مع اللعب بطريقة مسلية ومفيدة في نفس الوقت، يجب ألا نتجاهل رغبات الطفل وميوله واتجاهاته نحو موضوع ما ، أو حاجة يطلبها، حتى نوفر له البيئة النفسية ونهيئه للدراسة، وهذا يتطلب منا تكاتف جهود كل من حوله في البيت والمدرسة، ويجب التواصل المستمر مع المدرسة والاطلاع على طبيعة السلوك العام للطفل ومدى تقدمه في الدراسة، والتعرف على العوائق حين ظهورها، ولكن هذا ليس بالأمر السهل.
وهنا نطرح سؤالا مهما من يستوعب من؟ هل يطلب من الطفل أن يستوعب أمه وأن يعمل على ألا يضيع وقتها ويستجيب لها ويدرس بسرعة ويفهم ما يدرس لأن أمه ليس لديها الوقت الكافي والصبر على ابنها؟ أم مطلوب من الأم أن تستوعب ابنها وتصبر عليه وتوفر له كل ما يلزم حتى تهيئ البيئة المناسبة للدراسة حتى لو استغرق ذلك وقتا طويلا، لابد لنا من وقفة.
الأبناء لا تكبر وتتعلم وتصبح ذا شأن من فراغ، بل تحتاج إلى جهد كبير وتعب وصبر، وهم يستحقون منا ذلك، أما إذا أردنا أن نقيم الحجة على أولادنا، (مش راضي يتعلم، مش عايز يقرأ، مش قادرة عليه) دون أن نبذل الجهد والوقت الكافي، فهذا غير معقول، الأبناء هم الأولى لتخصيص كل جهدنا ووقتنا لهم، وبعد ذلك نتفرغ للأعمال الأخرى.