غير مصنف

برمجةُ أطفالِك إيجاباً بالهمسِ أثناءَ النومِ

إعداد – إسراء أبو زايدة

أصبحَ التعاملُ مع الأطفالِ في هذا العصرِ مُتعِباً؛ وخاصةً لدخولِ مؤثّراتٍ خارجيةٍ على تفكيرِهم، وأضحى من الصعبِ التعاملُ معهم بأسلوبِ (المُحايلة)، ولذلك سعى أخصائيونَ نفسيونَ لوسيلةٍ جديدةٍ يتِمُ من خلالِها برمجةُ الأطفالِ بتقنيةِ الهمسِ؛ حتى يتصرفوا بأسلوبٍ سليمٍ دونَ خوضِ مشاكلَ نفسيةٍ معهم، وبعدَ عدّةِ تجاربَ أثبتتْ هذه التقنيةُ نجاحَها مع حالاتٍ كثيرةٍ من الأطفالِ باختلافِ الزمانِ والمكانِ.

عندما يكونُ العقلُ الواعي لدى طفلِك يغُطُّ في نومٍ عميقٍ، يكونُ العقلُ اللاواعي أو العقلُ الباطنُ مستيقظاً، ولهذا فبوابةُ العقلِ اللاواعي ستكونُ مفتوحةً تمامًا للاستقبالِ، ويستطيعً الوالدانِ برمجةَ الطفلِ بإدخالِ أيِّ معلومةٍ يريدانِها لتحسينِ سلوكِ طفلِهم.

تمرينٌ فعِّالٌ لإدخالِ الأفكارِ و تصحيحِ السلوكِ:

أثناءَ النومِ اهمَسْ في أذُنِ طفلِك اليُمنى بما تريدُ أنْ يتبرمجَ داخلَه بطريقةِ محاكاةِ العقلِ اللاواعي..
مثلاً :اسمُ طفلِك “أحمد”، اهمِسْ في أُذنِ طفلِك اليُمنَى؛ وقلْ له (أحمد ذكي، أحمد شاطر، أحمد يحبُّ الحليب، أحمد جميلٌ ويحبُّه بابا وماما، أحمد رائع ويساعد ماما، أحمد يحبُّ أختَه الصغيرة و يخاف عليها، ويساعدُها و يلعبُ معها وهكذا)

وهنا سنَذكُرُ تجربةً لإحدى المعترِضاتِ على هذه الطريقةِ:
المُعترِضةُ ذكرتْ أنّ طفلَها الذي يبلغُ السنتينِ والنصفِ لم يَعُدْ يشربُ الحليبَ منذ أكثرَ من سنةٍ، وجرّبتْ أمُّه كلَّ شيءٍ معه؛ ولكنْ لا فائدةَ… فطلبتُ منها تطبيقَ اختبارِ هذه التقنيةِ ( محاكاةُ العقلِ اللاواعي).
فلان يحبُّ أنْ يشربَ الحليبَ، والنتيجةُ كانت مُذهِلةً !

آخِرُ يومٍ وقفتْ هذه المعترضةُ أمامَ (٤٥) متدرِّبةً وقالتْ :
عندما رجعتُ إلى المنزلِ؛ ووجدتُ طفلي نائماً؛ حملتُه على كتفي؛ وردَّدتُ العبارةَ عدةَ مراتٍ؛ وبينما أنا أُردِّدُ العبارةَ؛ فاقَ طفلي من نومِه؛ وكنتُ وضعتُ كوبَ حليبٍ أمامَه؛ ولأولِ مرّةٍ يشربُ طفلي القليلَ من الحليبِ!، صحيحٌ أنه لم يشربْ الكوبَ كلَّه؛ لكنّ ما حدثَ مُعجزةً.
ونستخلصُ من ذلك بأنّ الأطفالَ جيّدون باستعمالِ البرمجةِ، وليس لديهِم نظامُ فلترةٍ (أي يَقبلُ بسهولةٍ، ولا يرفضُ ما يُردَّدُ أمَامه على مسامعِهم)، لذلك انتبِهوا لا تُردِّدوا دائماً أمامَهم أشياءَ سلبيةً عنهم وعن قدراتِهم أو عن أنفسِكم.

حالةٌ تُثبِتُ برمجةَ العقلِ اللاواعي لطفلٍ:
طفلٌ أُدخلَ للمستشفى لاستئصالِ اللوزتينِ؛ وهي عمليةٌ روتينيةٌ؛ لكنْ تدهوَرتْ حالتُه، وأُصيبَ بنزيفٍ؛ وأوشكَ على الموتِ، ما دفعَ الفريقَ الطبيَّ للبحثِ عن الأسبابِ، ويُراجعونَ الأمرَ حتى علِموا (الأثرَ الرجعيَّ) أنّ الخطأَ الوحيدَ هو عندَ تخديرِ الطفلِ؛ كان الأطباءُ يتحدثونَ عن عدمِ نجاةِ مريضةٍ أُخرى خرجتْ للتوِّ من العملياتِ، وحينئذٍ قرّرَ الأطباءُ إجراءَ عمليةٍ وهميةٍ للطفلِ لتعديلِ الشيءَ السلبيَّ الذي حصلَ في العقلِ اللاواعي، وفعلاً تمَ تخديرُ الطفلِ تخديراً خفيفاً، وتَظاهرَ الفريقُ الطبيُّ بإجراءِ العمليةِ من جديدٍ مع ترديدِ عباراتٍ تشجيعيةٍ، وأنّ الأمرَ سهلٌ، والشفاءَ سريعٌ؛ وفعلاً تعافَى الطفلُ تماماً.

ما الفائدةُ من هذه الأمثلةِ ؟

لو عندَك طفلٌ يُعاني من:
التبوُّلِ الليلي، الخوفِ، صعوبةٍ بالدراسةِ، عصبيةٍ، لا يريدُ حِفظَ القرآنِ، ضعيفٌ باللغةِ العربيةِ، ضعيفٌ بالرياضياتِ، ضعيفٌ بمادةِ اللغةِ الإنجليزيةِ.

ماذا يجبُ عليك فِعلُه ؟
أثناءَ نومِه اهمِسْ بأُذنِه اليُمنى باسمِه مثلاً “يوسف”، يوسف طفلٌ رائعٌ وماما وبابا يحبونَه، يوسف شاطر في مادةِ العربي، و بارع في القراءةِ، يوسف ذكي في الحسابِ… وهكذا.

ملحوظة مُهمةٌ انتَبِه: لا تقُلْ أيَّ جملةٍ بصيغةِ النفي أبداً….

ماذا أقولُ إذاً؟
قلْ فلان هادئ وصبور، فلان شجاع وقوي..

وهكذا كرّرْ العباراتِ الإيجابيةَ ثلاثَ دقائقَ، ولمدةِ (14) يوماً متتالياً، وانتظِرْ النتائجَ المُبهرةَ بإذنِ الله..
ما ذكرتُ من تقنيةٍ تمَ تطبيقُها على العديدِ من الحالاتِ؛ والنتائجُ دائماً كانت مُبهِرةً، مع العلمِ أنّ السنَّ المناسبَ للبرمَجةِ هي منذُ الولادةِ وحتى سنِّ ( 15) عاماً، لكنّ أقوى وأسرعَ برمجةٍ تَتِمُ ابتداءً من الولادةِ وحتى سنِ سبعِ سنواتٍ.

منقولُ بِتَصرُّف من كتابِ ( سِرُّ الطفلِ السعيدِ )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى