استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناسمركز الاستشارات

تقرَّبي لزوجِكِ، وأثِّري فيهِ..

يجيب عن الاستشارة د.جواد الشيخ خليل

أنا امرأةٌ متزوجة منذُ ثماني سنواتٍ، مشكلتي هي أنّ زوجي دخلَ السجنَ بعدَ زواجِنا بتسعةِ أشهر، بتُهمةٍ مُعيّنة، وحُكمَ عليه بالسَّجنِ سبعَ سنواتٍ، وتمَّ الإفراجُ عنه قبلَ 6 أشهر، لكنني تفاجأتُ بِتَغيُّرِه كثيراً، بطريقةِ كلامهِ، بشخصيتِه وبتَعامُلِه معي ، يختلفُ نهائياً عن الرجلِ الذي كنتُ معه قبلَ السَّجنِ، كيف أستطيعُ أنْ أعيشَ معه وأتأقلَّمَ على صفاتِه و طِباعِه الجديدةِ ؟ ساعدوني لأتجاوزَ هذه المحنةَ !

لاشكَّ أنّ السنواتِ السبعَ؛ كانت سنواتٍ قاسيةً عليكِ وعلى زوجِك, لذا فإنّ تَجاوُزَ تلك العقبةِ؛ يحتاجُ إلى صبرٍ وبعضِ الوقتِ.

وأهمُّ ما أنصحُكِ بعملِه؛ هو احتواؤكِ لزوجكِ وسلوكياتِه الجديدةِ .. لتكوني قريبةً منه؛ فيقترِبَ منكِ , ولتستطيعي بقُربِكِ تغييرَ ما تركَه السّجنُ من أثرٍ في نفسِه وشخصيتِه وسلوكياتِه.

تقرَّبي منه أكثرَ، وتلَمَّسي احتياجاتِه.. أشعِريهِ باهتمامكِ؛ حتى وانْ رأيتِه متغيِّرًا معكِ! ولا يعامِلُكِ بلُطفٍ! فاستمرارُكِ بالاهتمامِ سيُسعِدُه وسيُنسِيهِ معاناةَ السجنِ ، شارِكيهِ بصبرٍ، ولن يَضيعَ عملُكِ وصبرُكِ، حاوِلي نسيانَ السنواتِ السبعِ، وعيشي معَه الآنَ وكأنّكِ تعرفينَه بشخصيتِه الجديدةِ؛ دونَ مقارَنةٍ بالسابقِ.. لتستطيعي التأقلُمَ والتقرُّب ثُم التغييرَ فيه، بُثِّي روحَ الأملِ فيه من جديدٍ، بكلماتِك الجميلةِ ورسائلِكِ،

وإنْ تمكّنتِ بِبعضِ الهدايا، تذَكَّري دائماً أنه خرجَ وهو يخشَى من تَقبُّلِ المجتمعِ له، بل وحتى تَقبُّلِكِ أنتِ له, لذا فهو يتقرّبُ من أهلِه؛ لعِلمِه أنهم حتماً سيتَفهّمونَ وضْعَه ويتقبّلونَهُ، فَكوني معه، وأَثبِتي له بصبرِك وحُبِّك أنكِ تتقبّلينهِ ، وتُحبينَه رغمَ أيِّ شيءٍ.
تعرَّفي على شخصيةِ زوجِك..

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى