حكم عدم إعطاء السائل صدقة

يجيب عن التساؤل د. ماهر السوسي رئيس لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية
ما حُكمُ عدمِ إعطاءِ السائلِ صدقةً؛ برغمِ القدرةِ على إعطائه ؟
إنّ ما يستحقُّه الناسُ في مالِ بعضِهم بعضاً؛ هو الزكاةُ المفروضةُ، لقولِ الله تعالى: [خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِم ْصَدَقَةً تُطَهِّرُهُم ْوَتُزَكِّيهِم ْبِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ]التوبة:103، كما قال الله في كثير من المواضع، [وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ]البقرة:43، فإذا ما أخرجَ المسلمُ زكاةَ مالِه؛ فلا إثمَ عليه إذا لم يُعطِ أحداً من مالِه، إلا أنْ يتطوّعَ، وهذا أمرٌ يرجعُ إلى اختيارِه هو.
وما ينبغي أنْ نشيرَ إليه هنا: هو وجوبُ التعاملِ بأدبٍ مع السائلِ، فإذا امتنعْنا عن إعطائهِ ما يسألنَّ، فلا أقلَّ من أنْ نصرِفَه عنّا بالحُسنى، فلا نُغلِظْ له القولَ، ولا نُسِئْ معاملتَه، يقولُ اللهُ تعالى: [وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ]{الضُّحى:10} حيثُ المقصودُ من الآيةِ؛ هو أنْ نصرِفَ السائلَ عنّا بالقولِ الحَسنِ، والسلوكِ غيرِ المُهينِ، بأنْ نقولَ له، يسّرَ اللهُ أمرَكَ، أو أغناكَ اللهُ من فضلِه، أو رزقكَ اللهُ، وغيرَ ذلك من الكلامِ الذي يُطيّبُ خاطِرَه.