تعرَّفي على شخصيةِ زوجِك..

يجيب عن التساؤل الخبير الأسري د. جواد الشيخ خليل
أنا متزوِّجة منذ سنةٍ ونصف، أُعاني من عدمِ اهتمام زوجي بي، حيثُ أنَّ مُعظمَ وقتِه يكونُ في العملِ أو النادي أو مع أصدقائه ، وكثيراً من الأحيانِ أذهبُ لزيارةِ أهلي، ولا يهتمُّ إنْ تأخّرتُ، وبقيتُ عندَهم لأيامٍ،و عندما أطلُبُ منه الخروجَ معاً؛ يَخرجُ معي وهو غاضبٌ ويقولُ: أننا نضيّعُ وقتَنا ،حاولتُ أنْ أفعلَ الكثيرَ لكي يهتمَّ بي؛ ولكنْ لا فائدةَ! لم أَعُدْ أحتمِلُ أنْ تستمرَّ حياتي بهذا الشكلِ! ماذا أفعلُ حتى يهتمَّ بي أكثرَ، ويُشعِرَني بقيمتي؟ هل أستمرُّ بحياتي معه ؟
عزيزتي صاحبة المشكلة :
قبلَ أنْ ندخُلَ في وضعِ الحلولِ؛ عليكِ أنْ تتأكّدي أنَّ سنةً ونصفَ فقط من الحياةِ الزوجيةِ؛ غيرُ كافيةٍ لأنْ تُطلِقي حُكمًا على حياتكِ بأنها ستستمرُّ بهذهِ الطريقةِ نفسِها!
فما زالتْ خِبراتُكما في الحياةِ المُشترَكةِ أقلَّ مِن أنْ يُطلَقَ عليها حُكمٌ، خاصةً وأنّ زوجَكِ كما يبدو كان يتهرَّبُ من المسؤوليةِ مِن البدايةِ، ورغمَ غضبِكِ منه، لكنكِ سايَرتِه بشكلٍ أو بآخَرَ بخروجِكما معا ، كما أنّكِ لم تَبحثي عن الأسبابِ، واكتفيتِ بالبحثِ عن العلاجِ، صحيحٌ أنكِ جرّبتِ كلَّ الوسائلِ التي خَطرتْ ببالِكِ، لكنّكِ لم تَبحثي عن السببِ الحقيقيِّ؛ لتتمكَّني مِن مُعالجتِه، تَخيَّلي لو أنَّ طفلتَكِ تبكي لأنها جائعةٌ، مَهما قبَّلتِها، أو حضنْتِها، أو عاقبْتِها بتَرْكِها تبكي، كلُّ تلكَ الحلولِ لن تُجديَ معها؛ فهي بحاجةٍ لأنْ تأكلَ!
عزيزتي أَعيدي النظرَ في مُشكلتِكِ مُجدّدًا، وابحَثي في الأسبابِ التي تَدفعُ زوجَكِ للبُعدِ عن البيتِ، هل اعتادَ على حياةِ العزوبيَّة؟ ويصعُبُ عليه تغييرُ عاداتِه! والشُّعورُ بأنه صار ملتزِمًا! أو إنَّه لا يجدُ راحتَه في البيتِ؟ أو إنَّ أسلوبَكِ يُبعِدُه أكثرَ؟ قد يكونُ هذا الشائعَ لديهِم في التعامُلِ مع الأُسرةِ؛ بَحثُكِ عن الأسبابِ سيُساعدُكِ أكثرَ على الوُصولِ للحُلولِ المناسِبةِ لها.
ومن المُهمِّ الآنَ أنْ تُرَكِّزي على نفسكِ أكثرَ، هل أنتِ تُحبينَه؟ وحريصةٌ على الوصولِ معه للاستقرارِ؟ هل تشعُرينَ أنكِ قد تكونينَ سببًا في بُعدِه؟ هل لديكِ منَ الصبرِ ما يجعلُكِ لا تفقدِينَ ثِقتَكِ بِنفسكِ، ولا تَخسرينه في نفسِ الوقت؟
إنْ كنتِ كذلك، فاثبُتي على ما تحتاجينَه منه، وحاوِلي معه بالحوارِ؛ لتَصِلا لنتيجةٍ ترضيكُما معًا، اسأليهِ عن الحلولِ التي تخطرُ ببالِه؛ لأجلِ أنْ تَصِلا للاستقرارِ، ابحَثي معه عن مصلحةِ أُسرتِكما معًا، أعطِهِ فرصةً جديدةً، وافْهَميهِ أكثرَ، وفي نفسِ الوقتِ ساعِديهِ لِيفهمَكِ، ويسعى لإسعادِكِ أيضًا.
قد لا يكونُ الأمرُ سهلًا، وقد يحتاجُ منكِ وقتًا، لكنه ليس مُستحيلًا، وتبقى مُشكلتُكِ من المشاكلِ القابلةِ للحلِّ والتفاهُمِ .