كتاب الثريا

أريدُ أنْ أعرِفَ زوجي! .. فمَن هو منكم ؟

بقلم: د. عطا الله أبو السبح

عندما تجِدُ الزوجةُ نفسَها بينَ أكثرَ من آمِرٍ وناهٍ ؛ من أخِ الزوجِ أو أختِّه ، وأمِّه وأبيهِ، فإنه ينتابُها اضطرابٌ في السلوكِ ، بعدَ أنْ يتسلّلَ إلى عقلِها وقلبِها الضجرُ ، والمَللُ من الجميع، وتنظرُ إلى زوجِها في البدايةِ نظرةَ المُستجدي؛ لإنقاذِها ممّا تعاني ، ويسبِّبُ لها الإرهاقَ والاضطرابَ والضجرَ ، خاصةً إذا كان هؤلاءِ جميعاً متشاكسينَ ، كلٌّ يريدُ منها تلبيةَ طلبِه في التوِّ والساعة،وإذا لم يلقَ استجداءُها الصامتُ استجابةً؛ تزدادُ ضجراً، ويبدأ اليأسُ في التسللِ إلى قلبِها من هذا الزوجِ؛ الذي لا تجدُ فيه حامياً لها من هؤلاء ، وما إنْ تنفردُ به؛ حتى تسيلَ دموعُها ، فيسألُها عن سرِّ بكائها ؛ فتجيبُ وفي الغالبِ تسمعُ منه تبريرًا وحضّاً على الصبر … فهم أهلُه ، وخاصةً أمّه ، في ظلِ ظروفٍ معقدةٍ ، ولا يستطيعُ أنْ يفارقَ البيتَ ، ويتركَ أمَّه وأباه ..

فتَسكتُ مقهورةً ، وقد غرقتْ بدموعها،وتتكرّرُ الصورةُ .. ويزدادُ المتشاكسونَ مشاكسةً ، وتزدادُ هي اضطراباً ويأساً ومَللاً بلا أملٍ في الخلاص . ويَكثرُ الناصحون … هي تريدُ الاستقلالَ .. والجوابُ : أين يذهبُ؟ تريدُ زوجاً واحداً .. وهم يمارسونَ حقَّهم ( حسبَ قناعتِهم ) في الأمرِ والنهي ،هي تَحملُ البيتَ على رأسِها، فضلاً عن تقديمِ واجباتِ الضيافةِ لكُلِّ ضيفٍ وضيفةٍ .. لا تَبرُدُ لها قدَمٌ ، ولا يستقرُّ لها جنبٌ، حتى تصيرَ كالدجاجةِ (المَصوُوحة) فإنْ تمرّدتْ ، انبرتْ لها حماتُها تقريعاً وشتماً وتسخيفاً ، والحَمو ( أبو الزوج ) بالصراخِ والتهديدِ والتلويحِ .. والشتمِ …

وربما يصلُ في بعضِ الحالاتِ أنْ تلقَى صفعةً من أختِه أو ( تمريط ) شعرِها ، وفي حالةٍ نادرة؛ يبصُقُ أخوهُ في وجهِها .. فيصبحُ نهارُها أشدَّ سواداً من الزّفت .. إضافةً إلى عدمِ استحسانِ أيِّ شيءٍ يصدُرُ عنها .. فإنْ طبختْ أو غسلتْ أو ضحكتْ أو تكلمتْ، حتى وإنْ صلّتْ أو طلبتْ زيارةَ أهلِها؛ فكلُّ هذا مَحلُّ استخفافٍ وسُخريةٍ وضحكاتٍ مُجلجِلةٍ .. لتذهبَ إلى أهلِها – منفردةًً– طالبةً الخلاصَ ..

ويبدأ رجالُ الإصلاحِ في رحلاتٍ مكوكيةٍ .. ينجحونَ حينًا ،ويفشلونَ أحيانًا ، وتتفاقمُ المشكلةُ إذا ما أثمر زواجُها ( عن طفلٍ أو طفلةٍ …) وفي عُرفِنا:إنَّ الطفلَ يُثقِّلُ قدمَ أمِّه ..

ويبدو مع زيادةِ المشاكسةِ، وضعفِ الزوجِ؛ يصبحُ قدمُها أخفَّ من قلبِ عُصفور .. سرعانَ ما يُطلِقُ جناحيهِ للريحِ، فيطيرُ حتى من عشِّه، إنْ لم يجدْ فيه الأمانُ .. ويقعُ المحذورُ، فهل يمكنُ أنْ تساهمَ هذه المقالةُ في إنهاءِ المشاكساتِ أو الحدِّ منها؟ وأنْ تعرِفَ الزوجةُ ( العروسُ) لها زوجًا واحدًا لا شُركاءَ متشاكِسينَ ؟ أرجو ذلك…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى