كلُّ ما تَوَدِّينَ أنْ تَعرِفيهِ عن مرضِ الربو .

إعداد – د. رائد الأسطل – أخصائي أمراض صدرية ورئوية
ما هو تعريفُ الربو؟
الرَّبوُ يُسمّى حساسيةُ الشُّعبِ الهوائيةِ، أو تشنُّجُ القصباتِ والتنفسُ الصعبُ عبرَ الفمِ ولا علاقة ، فهو نوعٌ من الحساسيةِ، ومرضٌ مزمنٌ يؤَثرُ على ممراتِ التنفسِ في الرئتينِ، حيث يحصلُ تضيّـقٌ متراجعٌ في الشعيباتِ الهوائية ، حيثُ أنها في الشخصِ المصابِ بالربوِ؛ تكونُ شديدةَ الحساسيةِ لعواملَ معيّنةٍ، تسمَّى المُهيّجاتُ، وعند إثارتِها بهذه المهيجاتِ؛ تلتهبُ وتنتفخُ ويزيدُ إفرازُها للمُخاطِ، وتنقبضُ عضلاتُها، ويؤدي ذلك إلى إعاقةِ التدفُقِ العادي للهواء، وهذا ما يُسمّى بنوبة الربو . بالإمكانِ السيطرةُ على أعراضِ نوبةِ الربوِ، ولكنْ يمكنُ أن ْيتكرّرَ حدوثُ النوبةِ خلالَ ساعاتٍ بعدَ حدوثِ النوبةِ الأولى.
مَن يُصابُ بالربو؟
يمكنُ لأيّ شخصٍ أنْ يصابَ بالربو، وهو مرضٌ غيرُ مُعدي، يعاني منه ملايينُ الناسِ في كل أرجاءِ المعمورةِ، بصرفِ النظر ِعن العِرقِ أو الثقافةِ أو السنِّ أو الجنس، ويزيدُ من احتمالِ الإصابةِ بالربوِ؛ وجودُ تاريخٍ عائلي لها، فالأشخاصُ الذين يعانونَ من الحساسيةِ معرَّضونَ أكثرَ للإصابةِ بالربو. في الحقيقةِ يُقدَّرُ أنّ 80% من الأطفالِ، و 50% من البالغينَ المصابينِ بالربو؛ يوجدُ لديهم حساسيةٌ أيضا. عادةً يحدُثُ الربو عند الأطفالِ في سنِّ الخامسة، وفي البالغينَ في العَقدِ الثالثِ، ويمكنُ أيضاً أنْ يصابَ به كبارُ السنِّ، فحوالي 10% من حالاتِ الربوِ المشخصةِ تكونُ بعد سنِّ 65.
ما هي أنواعُ الربو؟
هناك نوعان أساسيان من الربو: ربوٌ خارجي المنشأ (من الحساسية)، وربوٌ داخلي المنشأ (لا يتأثرُ بالحساسية). ويمكنُ أنْ يكونَ الشخصُ مصاباً بالنوعين معاً.
•الربوُ الخارجي المنشأ أكثرُ انتشاراً بين الأطفالِ والمراهقينَ، وعادةً يختفي مع السنِّ، ومع تفادي العواملِ المثيرةِ للحساسية، ويكونُ للشخصِ المصابِ بهذا النوعِ من الربوِ؛ حساسيةٌ غيرُ عاديةٍ تجاهَ العواملِ المثيرةِ للحساسية.
•الربو ُالداخلي المنشأ شائعٌ أكثرَ في الأطفالِ الذين تقِلُّ أعمارُهم عن 3 سنواتٍ، وفي البالغين الذين تزيدُ أعمارُهم عن 30 سنة.
إنّ الالتهاباتِ الفيروسيةَ التنفسيةَ؛ هي مُهيّجاتٌ أساسيةٌ، وتؤَثرُ إما على الأعصابِ أو الخلايا قُربَ سطحِ أنابيبِ القصبة ِالهوائية، وقد يسبّبُ ذلك تشنُّجاً شُعبياً أو إطلاقَ وسائطَ كيماويةٍ، ما يؤدّي إلى حدوثِ نوبةِ الربو. وتشملُ المهيجاتُ الأخرى:
oالعواملُ المثيرةُ للحساسية.
oوالتمارينُ الرياضية.
oوالهواءُ البارد.
oوالتغييراتُ العاطفيةُ، والتي قد تسبّبُ أيضاً تشنجاً شعبياً.
هل الربوُ مرضٌ مُعدٍ ؟
لا: مرضُ الربوِ غيرُ مُعدٍ بتاتاً .
مَن هم الأشخاصُ الأكثرُ عرضةً لمرضِ الربو ؟
هم الذين لديهم استعدادٌ وراثي ، إضافةً إلى وجودِ بعضِ الأمراضِ لدى بعضِ الأشخاصِ؛ مِثلَ التهاباتِ الجيوبِ الأنفيةِ المزمنةِ ـ حساسية الجلد ـ اللحمية ) ـ أمراض تحسُّسيةٍ أخرى ( التهابُ العين التحسُّسي ) أي الرّمد الربيعي ـ التهاب الأنف التحسسي
هل الربوُ مرضٌ وراثي؟
نعم: إنّ الربوَ مرضٌ وراثي، إنّ الوراثةَ في الربوِ والحساسيةِ لا تظهرُ في كل أفرادِ العائلة، فمثلاً إذا كان أحدُ الوالدين يعاني من نوعٍ من أنواعِ الحساسيةِ؛ فإنّ نسبةَ إصابةِ كلِّ طفلٍ تتراوحُ بين( 70 و90 %) وإذا كان أحدُ الأخوةِ مصاباً بالحساسيةِ؛ فإنّ نسبةَ الإصابةِ تصلُ إلى( 32 % )ولكنّ عاملَ الوراثةِ قد يتنحّى في جيلٍ، ويظهرُ في الجيلِ الذي يليه.
أهمُّ مُسبّبات أومحرّضات الربو:
توجدُ محرّضاتٌ كثيرة لنوبةِ الربو، وبعضُ الأطفالِ لديهم حساسيةٌ من سببٍ واحدٍ أو اثنين، وربما من جميعِ المحرّضاتِ التي تشمل:دخانُ السجائر، الأتربة، الحشرات، حبوبُ اللقاح، التغيراتُ السريعة في درجاتِ الحرارة، الموادُ الكيميائية المثيرة لجهازِ التنفس، الحيواناتُ ذاتُ الفراءِ كالقططِ، التمريناتُ الرياضيةُ العنيفةُ وإصاباتُ الجهاز التنفسي الفيروسية، وهي الأكثرُ شيوعًا لدى الأطفالِ والكبارِ، وخاصةً في فصلِ الشتاء، وبعض المرضى وليس كلُّهم يوجدُ لديهم حساسيةٌ من بعضِ الأدويةِ؛ مثلَ الأسبرين والديكلوفين والتروفين (مضادات الإلتهابات الغيرِ ستيرودية). كما وأنّ للعواملِ النفسيةِ دورٌ مُهمٌ في التحريضِ على نوبةِ الربو، مثلَ الإفراطِ في الضحكِ أو الحزن.
ما تأثيرُ السجائرِ على حساسيةِ الصدر؟
الدخانَ يهيّجُ الأغشيةَ المخاطيةَ المبطِنة للشُعبِ الهوائية ،ويؤدي إلى كثرةِ الإفرازاتِ والتقلُّصاتِ الشعبية، كما يؤدي إلى زيادةِ تولُدِ الموادِ المُسبّبةِ لالتهابِ الشعب الهوائيةِ، ونواتجِ التدخينِ تظل عالقةً ببيئةِ المنزلِ؛ حتى بعد مغادرةِ الشخصِ المُدخنِ للغرفة، لذلك يجبُ الامتناعُ التام عن التدخينِ في بيئةِ المنزل.
ما الأطعمةُ الأكثرُ تسبُّباً في الحساسية؟
كل إنسانٍ تختلفُ استجابتُه للأطعمةِ المختلفة، وعاملُ السنِّ مهمٌّ بالنسبةِ إلى الأطعمة، فالحليبُ هو أهمُّ مسبِّبٍ للحساسيةِ للأطفالِ دونَ السنة الأولى من أعمارِهم، يليه البيضُ والحمضياتُ وأنواعُ اللوزِ، وخصوصاً الفولَ السوداني، يليه السمكُ وخصوصاً القشرياتِ منها كالروبيان (الجمبري). وهناك اعتقادٌ خاطئ ومبالَغٌ فيه في مدى تصوُرِ دورِ الأطعمةِ كمُسببٍ للحساسيةِ عموماً، ولحساسيةِ الصدرِ خصوصاً، وعليه فلا يجبُ حرمانُ المريضِ من أيِّ طعامٍ؛ إلا بعد التأكُدِ من مدى صلتِه الوثيقةِ بظهورِ الأعراضِ، وخصوصاً عند الأطفالِ في فتراتِ النمو.
ما هي العلاقةُ بين الربو والأمراضِ المُعديةِ كالرشحِ والأنفلونزا؟
الربو نفسُه غيرُ مُعدٍ، ولا ينجمُ عن فيروساتٌ أو جراثيمُ، ولكنه سريعُ الاستجابةِ للمثيراتِ، أمّا الرشحُ والأنفلونزا فينجُمانِ عن فيروساتٍ سريعةِ الانتقالِ من شخصٍ لآخَرَ، وهي لا تُسبّبُ الربوَ، ولكنها تثيرُ نوبةَ الربوِ.