شعبٌ يحكي قصَّة

بقلم: موسى حمدان
أنا فلسطيني ولدتُ في عامٍ من أعوام النَّكبة
وذات صباحٍ قُبَيل شروق الشَّمسِ من كبوتها
سمعتُ بُكاءً، سمعتُ صُراخاً سمعتُ نواحا
فتسمَّرتُ وتسمَّعتُ
رأيتُ امرأةً تبكي شهيدا
فصرختُ بأعلى صوتي
يا أُختَ شهيدٍ، يا زوجَ شهيدٍ يا بنتَ شهيد
هل تبكين فقيداً فارقَ أرضَهْ
هل تبكين عزيزاً فارقَ أهلَه
أمْ تبكين شهيداً قابل ربَّه
قالت: ويلي!:
أأبكي عزيزاً ، وشعبي فجَّر ثورة
أأبكي شهيداً، والشُّهداءُ عندي عِدَّةْ
وربِّ الأقصى لم أبكِ شهيدا
لكنِّي أبكي ليالي الغربةْ
أبكي بيتاً فيه نشأنا
أبكي كرماً يحمل حُلْما
أبكي شعباً أبكي أرضا
أندبُ حظَّاً أندبُ وقتا
أبكي يوماً فيه وُلِدنا
فتقدَّمتُ إليها وسألتُ سؤالاً: مِمَّنْ أنتِ؟
قالت: ويلي، ألا تعرفُني !!!
أنا ابنةُ شعبٍ يحكي قصَّةْ
قصَّةَ شعبٍ في أيَّامِ النَّكبةْ
قصةَ شعبٍ في أيَّامِ النَّكسة
قصةَ شعبٍ حوَّل حُزناً ثورةْ
قصة شعبٍ يجعل موتَ شهيد زَفَّةْ