استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناسمركز الاستشارات

كيف أوازن بين استخدام اللين والشدة مع أبنائي؟

إعداد: أنوار هنية

اللين و الشدة في التربيةأنا امرأة عاملة و لدي ثلاثة أولاد جميعهم في مراحل متقاربة، في المرحلة الابتدائية، مشكلتي معهم كبيرة حتى أنني عجزت عن التصرف معهم فهم كثيرو الحركة والمشاغبة، فإذا كنا في جمعة للعائلة يضربون الأطفال الموجودين، ويكسرون ما يجدونه أثناء لعبهم حتى قررت ألا اخرج معهم، فاقضي المناسبات وهم في البيت فيتعاركون سويا، حاولت معهم باللين وفي الفترة الحالية لا استخدم معهم سوى الضرب لأنني عجزت كيف أتصرف معهم.

يجيب عن التساؤل د. فضل أبو هين (مدير مركز الأزمات و التأهيل المجتمعي).

أختي السائلة :

عليك أن تقدري وضع أطفالك، وأن تعلمي أن المشكلة ليست في الأبناء بل في سلوك الوالدين، وأنا هنا لا أتهمكم بالقصور أو أنني أطالبكم بالجلوس في البيت ، إن حياة الطفل مرتبطة بالوالدين ووجودهم الدائم في حياته – فهم مصدر تعليم الطفل جميع مظاهر الحياة والسلوك الذي سيخرج به الطفل للمجتمع من أجل التصرف مع الآخرين .

وذلك بناءاً على نوع السلوك الذي تعلمه الطفل واكتسبه من الوالدين – لكن أبنائك حُرموا هذه الفرصة – وحُرموا الاستمتاع بمشاعر الأم، ولم يجد الطفل أمامه إلا طفل في سنه أو قريب من سنه أي لا يتحمله ولا يعذره ولا يتفهم سلوكه – من هنا فقد حُرم أبنائك التسامح و التعبير عن التسامح لأنه لم يعرف نمط ونوع السلوك الواجب انتهاجه في هذه اللحظات، لأنه لم يعش معك تلك اللحظات،

فعليك أن تقتربي منهم أكثر و تضربي لهم النماذج الحية و تقرئي لهم قصص حول التسامح و الاحترام وتعليمهم بطرق مباشرة وغير مباشرة.

كذلك أختي الفاضلة حاولي تعويض أبناؤك بالكثير من العواطف، وكوني قدوة لهم، وليست مانعة وحارمة لهم من الخروج، فهذا السلوك العنيف الصادر عنهم هو تعبير عن وضع نفسي داخلي غير مستقر وكذلك لجوئهم للعنف والتكسير أمام الآخرين دليل آخر على معاناتهم من حرمان وجود ومشاركة الوالدين لحياتهما – لذلك مطلوب منكم قضاء بعض الوقت حتى بعد العمل او في ايام الاجازات مع الاطفال واللعب معهم والاستماع بهدوء لما يدور في صدورهم من مشاكل – التقرب اكثر من الأطفال وليس النهر والعقاب.

فالمشكلة ليست في كم الوقت بل في كيفية الاستفادة منه، فإذا كان الوقت الذي تلتقي فيه بهم ليس كبيرا حاولي الستفادة من الوقت بأكبر قدر ممكن فامسحي ووالدهم على رؤوسهم و اعطهم جرعات من مشاعر الدفء والحنان، و ليقرأ لهم والدهم قصة قبل النوم، و قبلي اطفالك لأنهم بحاجة إلى جرعات كبيرة من الدفئ العاطفي الأسري، الذي لا يعوض بأي شيء آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى