كيف أربي صغاري تربية سليمة؟

إعداد: أنوار هنية
كيف أربي أبنائي الصغار تربية دينية سليمة تقيهم من تقلبات الحياة وأهوائها في الكبر وتجعلهم صالحين؟
يجيب عن التساؤل د. درداح الشاعر أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى
أختي الكريمة، أهنئك على هذه النية الطيبة بداية؛ يقول علماؤنا الأجلاء إن تربية الأبناء تبدأ باختيار الأب أو الأم الصالحة لهم، ثم تعاون الأبوين الصالحين على هذه التربية. وأنصحك بداية بتحري الحلال في كل ما يُنفَق عليهم.
واحرصي على توفير بيئة صالحة من حولهم، فالابن لا يربيه أبواه فقط، إلا أننا بالطبع أحيانا لا نستطيع اختيار بعض العلاقات التي قد تفرض علينا، لذا يجب علينا أن نربيهم على معرفة الصواب من الخطأ.
ونعلمهم كيف يحكمون على البشر من حولهم، كذلك عليك الموازنة بين الانفتاح والحرية دون ضوابط وبين التقييد والانعزال التام، فبعض الآباء يتركون لأبنائهم الحرية دون أية ضوابط أو محاسبة، فيضيعون ويقعون في مصائب، والبعض الآخر يقيد أبناءه ويعزلهم عن المجتمع، فيشبون عاجزين عن التعامل مع المجتمع من حولهم، ويسبب لهم هذا الفشل على المستوى العملي والاجتماعي في المستقبل.
وعليك الحذر من التدليل الزائد والقسوة المفرطة، واعتمدي الثواب والعقاب، واعملي على تنمية المراقبة الذاتية، واحرصي على دوام الحوار بينكم، وذلك لن يحدث إلا ببناء الثقة بينكم، وبتشجيعك لهم على هذا بالاستماع والإنصات الجيدين، والمشاركة الإيجابية، واعملي على استكشاف هواياتهم، وتنميتها، وأقول لك :” القدوة ثم القدوة ثم القدوة، منك ومن والدهم، فاحرصا أن تكونا لها مثلاً يقتدوا به، فلا تأمريهم بشيء لا تقومين به، فتفقدي ثقتهم وطاعتهم، وعلميهم أمور دينهم والعبادات المفروضة عليهم حسب أعمارهم، ومتابعة قيامهم بالفرائض، وتشجيعهم عليها، وتحفيظهم ما تيسر من القرآن الكريم.
ولم أؤخر ذكر هذا الأمر تقليلاً من شأنه، ولكن لألفت أن التربية الدينية ليست فقط بتعليم الأبناء العبادات وتحفيظهم القرآن، وإنما لا بد أن يكون مع هذا أمور أخرى كثيرة، حتى لا يتحول أبناؤنا إلى آلات وأبنية خاوية من روح الإسلام، وتلك هي التربية الإسلامية الصحيحة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح من بعدهم يربون أبناءهم عليها، فأنتجوا لنا تلك الأجيال العظيمة والقمم السامقة في كل ميادين الحياة.