التيفوئيد..كيف تحمي نفسك منه؟

إعداد: أنوار هنية
أصيب في الآونة الأخيرة العديد من الأشخاص بما يعرف بمرض التيفوئيد و هو أحد الأمراض الوبائية القديمة، و الذي ينتشر في البيئات ذات المستوى المنخفض من النظافة و لما له من خطورة بالغة على حياة الأشخاص، حاورت الثريا د. عبدالرؤوف المناعمة أستاذ مشارك علم الأحياء الدقيقة قسم العلوم الطبية المخبرية- الجامعة الإسلامية للتعرف على ماهية هذا المرض و كيفية انتقاله و طرق الوقاية منه.
حدثنا عن ماهية هذا المرض؟
تسبب هذا المرض نوع من البكتريا تعرف باسم سالمونيلا تايفي و هو من أقدم الأمراض المعروفة للإنسان و تصنف العدوى على انها حمى معوية و يتميز المرض بخطورته و إمكانية انتشاره خاصة في البيئات ذات المستوى المنخفض من النظافة حيث انه ينتقل عبر الماء و الغذاء الملوث. و يمكن لبعض المصابين حمل الميكروب دون أن تظهر عليهم أعراض الإصابة و بهذا يكونوا حاملين للمرض و يمكنهم إفراز الميكروب و نقله الى الآخرين. وقد تصل نسبة الوفيات إلى 20% بدون علاج و يصيب الملايين من الناس.
كيف يتم انتقاله إلى الأشخاص؟
ينتقل الميكروب المسبب للمرض عبر الجهاز الهضمي بتناول طعام أو شراب ملوث، كما ينتشر عن طريق حاملي المرض العاملين في تحضير الأطعمة في المطاعم وخصوصا الأشخاص الذين لا يهتمون بغسل أيديهم غسلاً جيداً خصوصا بعد قضاء الحاجة، وتدخل الجراثيم المسببة لمرض التيفوئيد إلى الجسم عن طريق القناة الهضمية متجهة إلى الأمعاء ثم تتكاثر في الدم ، ثم تستقر الجراثيم في الأمعاء الدقيقة والمرارة.
ما هي أعراض هذا المرض؟
بعد أسبوع إلى 3 أسابيع على دخول العصيات إلى الجسم تظهر أعراض عدة منها قشعريرة، وصداع و دوار وهزال عام، وفقدان للشهية كذلك انتفاخ البطن ( غازات)، والم في البطن، وإمساك ثم إسهال، و ارتفاع الحرارة حتى 40 درحة مئوية ، كذلك تسمم الدم ، واستفراغ، وتضخم الطحال و لاحقاً الكبد، وانخفاض دقات القلب، و انخفاض ضغط الدم وتظهر بقع حمراء على جلد البطن والصدر والجسم.
ما مضاعفات هذا المرض؟
سجل الأطباء والباحثين العديد من المضاعفات التي صاحبت عدوى حمى التيفوئيد منها: نزف في الجهاز الهضمي في الأمعاء بسبب تقرّح الأمعاء الدقيق، وانثقاب ( ثقب ) الأمعاء مع التهاب الأحشاءن كذلك نزيف الأنف، لجفاف بسبب الإسهال، كذلك خلل في عمل الكبد، بالإضافة إلى الالتهابات المختلفة (التهاب الدماغ، ومرض السحايا، والتهاب عضلة القلب، والتهاب الرئة، العظم و المفاصل، المسالك و المجاري البولية، والمرارة، والحويضة الكلوية، والأعصاب، كذلك التهاب الأوردة الخثري).
هل تظهر أعراض المرض عند حاملين المرض و ليس المصابين به؟
إن احتمالية ظهور أعراض عند حاملي المرض هي احتمالية غير مرتفعة و لكن حاملي المرض يعدّون أخطر مصادر انتشار المرض، وغالبًا ما تتواجد البكتريا لديهم في كيس المرارة،لذلك يجب أن يكون هناك فحص دوري للعاملين في مجال تقديم الخدمات الغذائية من عمال و طهاه و مقدمي الأطعمة في المطاعم و الكافيتريات و غيرها للتأكد من خلوهم من هذه الجرثومة و هو يعد من أهم إجراءات الوقاية من انتشار حمى التيفوئيد.
ما هي أهم سبل الوقاية من هذا المرض؟
إن إتباع السبل الوقائية القياسية مهم جداً في الحد من انتشار المرض منها، تأمين المياه الصالحة للشرب و تعقيمه، والفحص الدوري لمياه الشرب و الأغذية، والتخلص من الحشرات الناقلة مثل الذباب، كذلك عزل المصاب حتى شفائه، والحفاظ على النظافة العامة و الغسل الجيد للخضار و الفواكه، وإبعاد المصاب عن العمل في المطاعم و المقاهي و خدمات تقديم الأطعم، بالإضافة إلى غسل اليدين جيداً قبل تناول الأكل و العناية بالنظافة الشخصية.
هل هناك علاقة بين الحرارة و هذا المرض؟
أود التنويه إلى أن ظاهرة الموسمية لبعض الأمراض موجودة (الموسمية نعني بها انتشار أوسع للمرض في موسم محدد) و يتحكم في هذه الظاهرة العديد من العوامل منها (درجة الحرارة, الرطوبة, أمطار, جفاف)، و من المعروف أن درجة حرارة الصيف توفر ظرف مناسب لتكاثر هذه الجراثيم بالإضافة إلى انتشار الباعة المتجولين وانتشار الذباب (ناقل مهم للمرض) بصفة أكبر في فصل الصيف و زيادة استهلاك الأفراد من الماء، كما ان المسابح غير الصحية تشكل خطراً كبيرا في انتقال المرض.
كيف يتم تشخيص مرض حمى التيفوئيد؟
تتلخص عملية التشخيص في الاشتباه حيث يبدأ من الفحص السريري للمريض و التاريخ المرضي، وفحص كريات الدم البيضاء و سرعة الترسيب، كذلك إجراء مزرعة الدم لعزل الميكروب، ومزرعة البراز و البول.
كيف يتم علاج هذا المرض؟ هل يوجد له تطعيم؟
إذا تم تأكيد التشخيص فإن العلاج يتلخص في التخلص من الميكروب باستخدام المضادات الحيوية المناسبة و مراقبة الوظائف الحيوية للمريض ومعالجة الأعراض و هنا لابد من التنويه إلى ان علاج مريض حمى التيفوئيد هو مهم من ناحيتين الأولى إنقاذ حياة المريض نفسه، و الناحية الثانية منع انتشار الميكروب للآخرين.
وأما بالنسبة للتطعيم فإنه ينصح به فقط في حالات السفر للاماكن الموبوءة، و هنالك نوعان من اللقاح احدهما بشكل كبسولات يعطى اربع مرات بواقع كبسولة كل يومين و الآخر بشكل حقنة لمرة واحدة و توفر مناعة ضد المرض لفترة ما بين سنتين إلى خمسة سنوات.