إذا أحبَبْتِ زوجَك .. فلا تُغيِّريهِ !!

بقلم : كريم الشاذلي
أختٌ كريمةٌ أرسلتْ لي على “الإيميل” تشكو من أنَّ زوجَها يؤلِمُها بمجموعةٍ من السلوكياتِ التي لا تحبُّها ، وأنها حاولتْ مراراً وتَكرراً تغيِّيرَه ، والحديثَ معه ؛ إلا أنه ـ على حدِّ قولِها ـ يُعطيها أذُناً من طينٍ، وأخرى من عجينٍ ..وتسألُني الأختُ بصفتي رجلاً أولاً ، ومُهتمّاً بالجانبِ الأُسَري والاجتماعي من جانبٍ آخَر، هل هناك طريقةٌ لتغيّيرِ الرجلِ ؟ أَمْ أن كبرياءَه وغطرستَه باقينَ إلى يومِ الدين !! ؟
وللأختِ السائلةِ أقولُ :إذا أحبَبتِ زوجَكِ .. فلا تُغيِّريهِ !!
تقولُ الباحثة ( باربرا ستريساند) : تُنفِقُ المرأةُ عشرةَ أعوامٍ في تغييرِ عاداتِ الرجلِ، ثم تشتكي أنه ليس نفسَ الرجلِ الذي تزوَّجتْهُ
إنّ أخطرَ مَطلبٍ يمكنُ أنْ تطلبَه الزوجةُ؛ هو أنْ يتغيّرَ زوجُها ليكونَ كما تريدُ ،والأخطرُ من ذلك؛ هو أنْ تضعَ الخطةَ، وتنفِّذَ تلك الأُمنيّة ! .إنّ لكلِّ إنسانٍ شخصيةً مستقلّة ، تكوّنتْ هذه الشخصيةُ عبرَ سنواتٍ؛ هي حياةُ الواحدِ مِنا ، وأنتجتْ سلوكياتٍ وأفعالاً .
هذه السلوكياتُ والأفعالُ تنبُعُ من قِيمِ ومعتقداتِ هذه الشخصية .
كيف أغيِّرُ سلوكَ زوجي السيئ ؟
أُعيدُ التأكيدَ على أنّ تغيّيرَ سلوكِ الزوجِ شيءٌ صعبٌ وحسّاسٌ ، وقبلَ أنْ تقرِّري تغييرَ سلوكٍ ما في زوجِك ؛ يجبُ أنْ تتأكدي تماماً من صعوبةِ التعايشِ مع هذا السلوكِ ، وإليكِ مجموعة من النقاطِ؛ تساعدُك على هذا الأمرِ :
أولا تغييرُ السلوكِ يحتاجُ إلى أشهر وسنواتٍ : فدائماً ما يكونُ السلوكُ نابعاً من قيمِ ومعتقداتِ وأفكارِ المرء ،والشخصُ الذي قضّى من عمُرِه سنواتٍ طويلةً في ممارسةِ سلوكٍ ما؛ لا يُتوَقَّعُ منه تغييرُ هذا السلوكِ بين عشيةٍ وضحاها، وهنا يكونُ للحُبِّ دورٌ في صبركِ على زوجكِ، وتحمُّلِ طريقِ التغيير
ثانيا : احذَري التغييرَ المباشر : الزوجُ يكرهُ النصائحَ المباشرة ، وأسلوبَ اللومِ ، وكلَّ ما يمسُّ رجولتَه بشيء ، فإذا ما أردتِ تغييرَ سلوكٍ ما ، لنفترضَ مثلاً أنّ زوجَكِ لا يُصلي ، أو يدخّنُ ، أو لا يلتفتُ لمطالبكِ العاطفيةِ ، هنا التوجيهُ المباشرُ ( لماذا لا تصلي ؟ التدخين يؤذينا ويؤذيك ، أَسمِعني كلمةَ حُبٍّ ) لا يقبلُها الرجلُ كنصيحةٍ؛ بل كاعتداءٍ ! .
“نعم” هو اعتداءٌ على رجولتِه من وِجهةِ نظرِه ، ويكونُ التحايلُ والحوارُ الهادئ الناضجُ في الوقتِ الذي ترَينَه مناسباً لفتحِ هذه الملفاتِ؛ هو الحلُّ .
ثالثاً الحوارُ الناضج : الحوارُ الناضجُ الذي يجري في جوٍّ هادئ ، وبين عقلينِ يحترِمُ كلٌّ منهما الآخَر ، وفي الوقتِ المناسبِ ، هو أهمُّ ما يُمكِنُنا الاعتمادُ عليه في تغييرِ السلوك ، الحوارُ الذي يغلبُ عليه كلماتُ ( أنا أحبُّ ، أنا آمَلُ ، أنا أتمنى ) ، وتختفي منه كلمةُ ( أنتَ ) التي تشيرُ إلى الاتهامِ والتأنيب .
أعيدُ التأكيدَ على الصبرِ .. والدعاءِ الصادقِ ، لا تيأسي ولا تُظهري تذمُّرَكِ ، أرسلي له الرسائلَ من آنٍ لآخَرَ؛ والتي تؤكّدُ له أنكِ تحبِّينَه، رغمَ كلِّ شيءٍ ، وأنّ حُبَّكِ له؛ سيزيدُ ويزيدُ إذا ما غيَّرَ هذا السلوكَ .
رابعاً استعملي سلاحَكِ الأنثوي : بالرغمِ من أنّ الأمرَ شديدُ الوضوح ؛ إلاّ أنّ كثيراً من النساءِ لا يُقدِّرْنَ قيمةَ وأهميةَ الدلالِ والتغنُّجِ في سَحرِ الزوجِ والتأثيرِ عليه ، مَهما كان الزوجُ قوياً شديداً صارِماً بين الناس ، إلا أنه بين يدَي زوجتِه؛ يصبحُ طفلا ًيحتاجُ إلى المُلاعَبةِ والدلالِ ، لن أزيدَ عليكِ في هذه النقطةِ، فأنتِ أقدَرُ منّي في معرفةِ المهاراتِ التي تُسحِرُ زوجَكِ وتأسِرُه ، فقط أنوِّهُ إلى أنّ الزوجةَ التي تطلبُ من الزوجِ فِعلَ أو عدمَ فِعلِ شيءٍ ما؛ وتُخبِرُه _بشكلٍ غيرِ مباشرٍ_ أنَّ فِعلَ هذا الأمرِ؛ يزيدُ من قوَتِه ورجولتِه في نظرِها ، ستكونُ قد قَطعتْ شوطاً كبيراً في سبيلِ نَيلِ مَطلبِها .