إذا استأذنت فاستأذن ثلاث مرات متفرقات

الثريا: خاص
ما هي آداب الزيارة في الإسلام؟
يجيب عن التساؤل سماحة الشيخ د. احسان عاشور .
إن الشريعة الإسلامية تقرر للبيوت حرمتها , وتمنحها رعايتها وحمايتها ؛ لأن البيت هو مستقر الإنسان , ومستودع أسراره , ومكان حريته وأنسه , ومن المناسب جدا لتحقيق هذا الغرض ألا يدخله أحد من غير إذن مسبق من أهله .
واليك أخي المسلم بعض هذه الآداب الرفيعة , ملخصة في النقاط التسعة التالية :
أولا / الاستئذان واجب على كل بالغ عاقل , ولا يجوز لأحد أن يدخل بيتا لغيره حتى يستأذن أهله , ومن ترك الاستئذان فهو عاصٍ لله ورسوله ؛ لقوله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا عل أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون “.
ثانيا / على الزائر أن يتخير الوقت المناسب للزيارة , وأن يتجنب الأوقات المزعجة ؛ ومن هذه الأوقات هي من قبل صلاة الفجر , وفي وقت القيلولة , ومن بعد صلاة العشاء .
ثالثا / إذا أردت الاستئذان لدخول بيت فلا تستقبل الباب , ولكن قف عند ركنه الأيمن أو الأيسر, واطرق الباب, أو استعمل الجرس الكهربائي برفق ولطف دون عنف ولا غلظة, فلا تضغط على الجرس طويلا , ولا تدق الباب بحجر أو عصا .
رابعا / إذا استأذنت فاستأذن ثلاث مرات متفرقات, ولا تزد عليها , فان لم يرد عليك أحد فارجع ؛ حتى وإن كنت متأكدا من وجود صاحب البيت, واعلم أن وقت الزيارة غير مناسب .
خامسا / قد يكون صاحب البيت موجودا , ومع هذا لا يرد على الزائر , فهذا اعتذار ضمني خجول عن عدم الإذن .
سادسا / لا يجد الإسلام غضاضة في أن يعتذر صاحب البيت صراحة عن عدم الإذن , ولا يرى مسوغا لانزعاج الزائر وغضبه إذا اعتذر له صاحب البيت , والرجوع حينئذ اطهر لقلب الزائر , وأطيب لنفسه .
سابعا / إذا استأذنت على أحد فقيل لك من الباب ؟ فقل فلان: ” باسمك المعلوم , أو لقبك المعروف , أو كنيتك المشهورة ” , ولا تقل أنا .
ثامنا / إذا استأذنت على أهل بيت فلا تدخل إذا أذن لك من لا يصلح لإعطاء الإذن بالدخول , كالجار, والطفل غير المميز, والمرأة إذا كانت وحدها في البيت, أو معها صبية صغار لا يصلحون لمنع الاختلاء بالمرأة .
تاسعا / أنصحك أخى المسلم – يرعاك الله – أن تجعل زيارتك لأخيك طبقا لموعد سابق , لو عبر الهاتف , حتى يستعد لاستقبالك , وينظم وقته لتلك الزيارة .