
أجاب عن التساؤل د.ماهر السوسي
أنا متزوجةٌ منذُ 5 أعوام ، واكتشفتُ أنّ زوجي عقيمٌ لا يُنجِبُ ، هل آثَمُ إذا طلبتُ الطلاقَ لهذا السببِ فقط، مع العلمِ أنه على خلُقٍ ودين ، ويعاملُني بشكلٍ جيد ؟
يقول الله تعالى: [للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذكور أو يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ]{الشُّورى: 49، 50}.
إنّ ما تشيرُ إليه هذه الآيةُ؛ هو أنّ العُقمَ أمرٌ واقعٌ، ولكنه ليس باختيارِ الإنسان، فإنه لا يختارُ أحدٌ أنْ يكونَ عقيماً؛ بل إنّ الأمرَ كلَّه بيدِ الله تعالى، وقد يكونُ هذا من بابِ ابتلاءِ الزوجِ أو الزوجةِ أو كلاهما معاً، كما أنّ هذه الآيةَ تشيرُ إلى أنّ التناسلَ هو نعمةٌ من النعَمِ التي امتنَّ اللهُ تعالى بها على البشرِ، وإذا كان الأمرُ كذلك، فإنّ كلَّ إنسانٍ له الحقُّ في أنْ يستمتعَ بهذه النعمةِ التي وهبَها اللهُ للناسِ جميعاً، فمن حقِّ أيِّ امرأةٍ أنْ تكونَ أُمَّاً، وأنْ تُشبعَ غريزةَ الأمومةِ عندها ، من أجلِ ما سبقَ كلُّه، نقول: أنّ المرأةَ لو صبرتْ على زوجِها العقيمِ؛ لكان خيراً لها، لأنّ الصبرَ على قدَرِ اللهِ تعالى له أجرٌ عظيمٌ، يقولُ اللهُ تعالى [إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ]{الزُّمر:10}، ولأنّ زوجَها لا يدَ له في كَونِه عقيماً، واللهُ تعالى يقول: “وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا ْشَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُم ْوَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُم ْوَاللّهُ يَعْلَم ُوَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ”.
من أجلِ ذلك كلِّه فإننا نوصِي الأختَ السائلةَ بالصبرِ على زوجِها؛ ما استطاعتْ إلى ذلك سبيلاً؛ فلعلَّ صبرَها على ما تكرَهُ؛ يكونُ خيراً لها في دُنياها أو في آخِرتِها، ولكنها إذا ما استطاعتْ الصبرَ، فإنها مُخيَّرةٌ بين أنْ تبقى معه؛ أو أنْ تطلُبَ الطلاقَ، وإنْ فعلتْ فلا إثمَ عليها؛ ذلك أنّ كلَّ أُنثى من حقِّها أنْ تكونَ أُمّاً كما أسلفتُ.