والدتي متسلطة

إعداد: أنوار هنية
أنا شاب في الثانية و العشرين من عمري، أعاني من تسلط والدتي فوالدي لا يتدخل في أمورنا و لكن كل ما تقوله والدتي له فهو الأمر النافذ، ووالدتي لا تتفهمنا كما أن كلامها يجب أن ُينفذ كأوامر وإذا حاولت مناقشتها تبدأ بالصراخ الذي ينتهي بانقطاع الحديث بيننا لمدة طويلة وترفض اعتذاري الذي أقدمه فقط حتى لا تغضب علي رغم أنني لا أكون مخطئا، لا اعرف ماذا أفعل و لمن الجأ؟
يجيب عن الاستشارة د.جواد الشيخ خليل دكتوراة في العلوم التربوية
عزيزي صاحب المشكلة:
كثير من البيوت في مجتمعنا تكون المرأة فيها هى المسيطرة على شئون الأسرة والحياة، وهي المسيرة لشئون البيت اليومية والمستقبلية، وهي التي تحدد مهام أفراد الأسرة وترسم مستقبلها.
وهذا على عكس المألوف في بيوتنا حيث من المعروف أن الرجل هو المسير والمسيطر والراعي لشئون الأسرة، ولكن البيوت التي تجد فيها أن الكلمة الأولى والأخيرة للمرأة في ظل غياب الرجل القادر على تدبير الأمور وإدارة شئون حياته وبيته قد تكون ناجحة وقد تكون فاشلة.
تكون ناجحة عندما تستثمر المرأة قوية الشخصية، المدبرة المخططة، ما حباها الله من صفات قيادية، في رعاية بيتها وزوجها وأبنائها، مراعية العادات والتقاليد، وتقديم الرجل في جميع المواقف حتى لو كانت جميع الأمور من تخطيطها وتدبيرها، والحفاظ على صورته وكيانه وكرامته، أمام أبنائه، وأقربائه، وأفراد أسرته، سواء في الداخل أو الخارج، وتكون حريصة على مستقبل أبنائها وزوجها وباستمرار تدفعهم للإمام.
وتنكر ذاتها وما أوتيت من قوة في التدبير والتخطيط والتنفيذ وإدارة الأمور وسعة الأفق، وحسن التصرف في سبيل رفعة هذا البيت والحفاظ عليه، وقد تكون فاشلة عندما تستغل المرأة قوتها أمام ضعف زوجها وقلة حيلته على التصرف، والسيطرة على أبنائه وتضع نفسها بديلا له وتأخذ دوره وتلغي شخصيته، دون الالتفات إلى العادات والتقاليد، وشكل البيت أمام الآخرين، حتى لو تم مديحها على أنها امرأة ناجحة وقادرة على تسيير أمور بيتها إلا أنها بدون تقديم زوجها والحفاظ على شكله وكيانه أمام الآخرين تكون الصورة غير مكتملة.
وقد تكون مطمع للآخرين، ولكن في جميع الأحوال عليك عزيزي أن تطع الأم بقدر الإمكان محاولا إصلاح الأمر دون أن تيأس، محافظا على رضاها، مع الأب مستعينا تارة بالأب، وتارة أخرى بالأخوة والأخوات والأقارب، والعمل على إعادة الأمور إلى نصابها.
وإليك أتوجه أبتها الأم رفقا بأبنائك، وزوجك، يجب أن يكون شغلك الشاغل هو الحفاظ عليهم، والعمل على بناء مستقبلهم، واستثمار ماحباك الله من قدرة لإسعادهم وتوفير الحياة الكريمة لهم من خلال اشراكهم ومشاورتهم فيما يخصهم ويخص مستقبلهم والعمل على التشاور في اتخاذ القرارات التي تهم الأسرة، حتى يكونوا سندا لك في المستقبل.