إفشاء السلام أخلاق ودعوة. ومفتاح القلوب

إذا أردت أن تُفتح لك قلوب العباد فابتسم في وجوههم وسلم عليهم إذا لقيتهم، فإن إفشاء السلام هو مفتاح القلوب، وكن سباقًا لهذا الخير يزرع الله محبتك في قلوب الناس وييسر لك طريقًا إلى الجنة، وحرصا من “الثريا” على غرس قيمة السلام التي هي سبب لدخول الجنة تلتقي معاً. وجدي أبو سلامة ماجستير في الشريعة الاسلامية لنغرس سويا تلك القيمة ونعززها لتصفو القلوب وتتسامح النفوس بسلام أهل الجنة.
يقول أبو سلامة لـ” الثريا” :”إن إلقاء السلام ورده أحد الحقوق التي كفلها الشرع للمسلم على أخيه المسلم، أما إلقاء السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه“.
وأما رد السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “خمسٌ تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز“.
ويُذكِّر أ. أبو سلامة القراء الأعزاء بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم“.
وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:”ثلاثٌ يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه“.
ويدلل أ. أبو سلامة على أهمية السلام بقوله :”يكفي أن السلام هو تحية أهل الجنة الذين لا يختار الله تعالى لهم إلا ما هو أكمل وأحسن ، فقد قال الله عز وجل عن أهل الجنة: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44]، وقال سبحانه وتعالى: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً} [الواقعة:26]، وقال: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} [إبراهيم:23].
سبب للبركة
ويبين أ. أبو سلامة أن السلام سبب للبركة، حيث يقول:”إذا أردت أن يبارك الله لك في نفسك وأهل بيتك فسلم عليهم كلما دخلت بيتك؛ فإن ذلك من أعظم أسباب البركة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:” قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك“.
ومن فضل إفشاء السلام كما يبين أ. أبو سلامة أنه سبب العلو ورفعة الدرجات، حيث يقول:”عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفشوا السلام كي تعلوا”، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم، فإن لم يردوا عليه ردَّ عليه مَن هو خيرٌ منهم وأطيب“.
ويوضح أ. أبو سلامة أن الذي يبدأ الناس بالسلام هو أقرب وأحب إلى الله، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام“.
ثمرات افشاء السلام
ومن ثمرات إفشاء السلام كما يبينها أ. أبو سلامة للقراء الأعزاء :
- أنه سبب للسلامة من الحقد وسبب لسلامة الصدر:فعن البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”أفشوا السلام؛ تسلموا” (ابن حبان).
- أن في إفشائه أجر كبير فقد ثبت عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من قال: السلام عليكم كتبت له عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون، حسنة ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة” (رواه الطبراني).
- كما أن بإفشاء السلام يغتاظ اليهود: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :”مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ” (ابن ماجة).
- وإفشاء السلام خير الأعمال.
- ورحمة الله تنال بإفشاء السلام:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام” (رواه أبو داود والترمذي).
- وهو من موجبات الجنة كذلك.
آداب السلام
وللسلام آداب كثيرة يبينها أ. أبو سلامة يوجزها في عدة نقاط:
- أن يكون التسليم بصوت مسموع يسمعه اليقظان ولا ينزعج منه النائم.
- أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والصغير على الكبير، والقليل على الكثير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير“. وفي لفظ: “يسلم الصغير على الكبير …” الحديث.
- أن يعيد إلقاء السلام إذا فارق أخاه ولو يسيرًا لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه“.
- عدم الاكتفاء بالإشارة باليد أو الرأس، فإنه مخالف للسنة، إلا إذا كان المسلَّم عليه بعيدًا فإنه يسلم بلسانه ويشير بيده ولا يكتفي بالإشارة.
- السلام في بداية المجلس وعند مفارقته لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة“.
- أن يسلم على الصبيان إذا لقيهم اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على التواضع والرحمة، كما إن فيه تربية الناشئة على تعاليم الإسلام وغير ذلك من الفوائد.
- البشاشة وطلاقة الوجه والمصافحة.
- الحرص على السلام بالألفاظ الواردة في السنة، وعدم الزيادة عليها أو النقصان، أو استبدالها بألفاظ أخرى (صباح الخير، أو يعطيكم العافية) والمحذور أن تكون هذه الألفاظ بديلة للسلام، أما إن سلَّم السلام الوارد في السنة ودعا بعد ذلك بما شاء فلا بأس.
وأخيرا فإن السلام فيه الخير والصفاء والتسامح والرقي في الأخلاق والعلاقات، به تجلو النفوس وتتصافي القلوب، وبه تتحقق وحدة الصفوف التي يحتاجها شعبنا الفلسطيني لمقاومة الاحتلال و النهوض بمجتمعنا الفلسطيني فأين أكثر المسلمين من هذا الأدب ؟؟