عرائس للبيع .. الزواج في الصغر

فتيات في عمر الزهور؛ لا يعرفن من الحياة إلا اللعب بالدمية، وأكل الشوكلاته واللبان، أربع فتيات رمى بهن الوالد في أحضان من يدفع أكثر بدعوى “الزواج”، الفقر والعوز دفع الأب القاسي لبيع بناته إلى رجال يفوق أعمارهن الخمسون عاماً بغطاء “الزواج الشرعي”، وهناك في المحكمة الشرعية بدأت تتمايل الطفلة ذات الجمال الأخاذ “هـ” 16 عام المطلقة من الرجل الخمسيني الذي اشتراها بعشرة آلاف دولار بحجة عقد زواج لكنه لم يدخل بها، كانت الفرحة لا تسعها وهي تجلس إلى جانب عريس آخر لا يصغر السابق بعامين، وكأنها عملة نادرة تتداول من يد هذا إلى يد ذاك، ووالدها يقف بعيداً عن المكان كي لا يستقبل لوم أو عتاب ممن كانوا حوله، وبعيداً عن سيطرة الوالد وإحاطة العريس بها، عبرت العروس الطفلة عن فرحتها “بعريس” المستقبل الجالس إلى جانبها قائلة: أنا سعيدة بزواجي من (….) رغم أنه يكبرني بأربعين عام فهو سيحقق أحلامي ويشتري لي الذهب والبيت والملابس، وتصرح: أختي “م”متزوجة من شقيقه “49عام” وسعيدة في بيتها.
وتنظر إلى الحُلي التي ترصعت بها يديها وصدرها قائلة: اشترى لي (…) ذهب كثير وكل يوم يأخذني إلى المطاعم والمنتزهات بسيارته، وتصمت قليلاً وهي تتلفت إلى القادم من خلفها ثم تعود وتسرد قصة طلاقها: تزوجت من الرجل الخمسيني الأول عندما كان عمري 14 عام ونصف، ومن ثم أبي طلقني منه لأنه أفلس وأصبح له مشاكل مع أهل بيته في الميراث، وعندما أصر والدي على الطلاق طلب المهر الذي دفعه وهو (عشرة آلاف) ولأنها غير موجودة معنا، زوجني لهذا الرجل الذي دفع المهر للأول، وتستدرك وعيونها الطفولية تلمع بالدموع المختلطة بين الفرح والبكاء: رغم أنني أصبحت سلعة تباع وترد إلا أنني سعيدة بهذا الزواج.
الكفاءة في السن
وتقول المحامية الشرعية تمام نوفل أن قانون الأحوال الشخصية حدد سن الزواج “14عام 7شهور ميلادية” أو “15 عام هجرية” إذا كانت هيئة الفتاة تحتمل الزواج وإذا لم تكن تحتمل يرفض القاضي تزويجها، فالشرع لم يحدد سن للزواج بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة رضي الله عليها وهي في سن 9 سنوات، لذا لا يمكن أن يتم الدخول في الفتاة إلا بعد البلوغ، وتضيف: إذا عقد الوالد أو أحد العصبة خطبة الفتاة وهي في سن صغيرة وتم القبول، فيحق للفتاة بعد البلوغ حق فسخ العقد لأن الشرع شرع لها ذلك.
وتشير إلى شروط النكاح قائلة: يشترط عند النكاح الكفاءة في السن والحرفة والدين، ويركز الشرع على الكفاءة في السن، وإذا لم ترد الفتاة الزواج برجل كبير السن تقوم بالطعن في الكفاءة وتخبر القاضي بأنها أُغصبت على الزواج وهنا يحق لها فسخ العقد قبل الدخول.