هل يحق له أخذ جزء من الأرض؟

يجيب عن الاستشارة د. صادق قنديل

قبل نحو عشرين سنة جلب والدي –رحمه الله- رجل ليحرس الأرض ويساعده في حرثها مقابل أجر شهري. و بعد وفاة والدي من سنة ونصف، والرجل يرفض ترك الأرض، ويطالب بحصة منها، بدعوى أنه قام بإحياء الأرض. فهل هذا ينطبق عليه أنه “محيي الأرض” ؟ وهل يحق له أخذ جزء من الأرض؟

الحمد لله الذي أكرمنا بتقواه، وبصرنا بهداه، والصلاة والسلام على من اصطفاه، وبعد.

دعوى هذا الرجل بطلبه الحصول على جزء من الأرض مقابل أنه عمل بها ما يقارب من عشرين سنة باطلة لسببين: أولاً : أنه يأخذ أجره مقابل عمله ولا يحق لأي أجير عمل في مصنع أو حراسة أرض مدة سواء قلة أم كثرت أن يتملك المكان الذي عمل به أو جزءا منه، فهذا من أكل أموال الناس بالباطل قال تعالى : ” وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” فقد تضمنت هذه الآية الكريمة خطابا من الله تعالى لعباده المؤمنين ينهاهم فيه عن أكل بعضهم مال بعض بالباطل، وهو كل ما نهى الله تعالى عنه كالربا والرشوة والقمار والغصب والظلم وجحد الحقوق والأخذ بغير طيب النفس، ثانياً: دعواه انه أحياها فهذا باطل أيضاً، لأنه أحياها بإشراف من مالكها، فضلاً عن أن الأرض مملوكة أخرج الإمام الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه- قال‏:‏ ‏(‏قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ من أحيا أرضا ميتة فهي له‏)‏ وقد نص الفقهاء كما ذكر ابن قدامه أن الحديث يخص الأرض الموات التي لا مالك لها، أما الأرض المملوكة فلا يصح أخذها من مالكها بهذه الطريقة، وعلى هذا الرجل أن يتقي الله ، ولفض النزاع بينكما لا بأس في الشرع أن تعطيه مكافأة مالية نظير خدمته هذه المدة بشرط أن تكون عن طيب نفس منك قال تعالى: ” ولا تنسوا الفضل بينكم” . والله أعلم.