هل مَلّ طفلك هوايته؟!

ركوب الخيل، وكرة القدم، وكرة السلة، والكشافة، والتنس، وكثير من الأنشطة والألعاب تراها كثير من الأمهات مفيدة، إلا أن نسبة من الأطفال يرغبون فجأة في التوقف عن النشاط الذي يمارسونه مما قد يصيب الأمهات بالإحباط الشديد. هل في هذه الحالة نشجعهم على العودة لممارسة النشاط؟ أم ننظر للموضوع ببساطة ونترك الطفل يفعل ما يريد؟
عندما يواجهك مثل هذا الموقف، من المهم أن تعرفي لماذا يريد طفلك التوقف عن النشاط الذي يقوم به؟ ربما هناك مشكلة بسيطة، وهناك احتمال أن الطفل مثقل من الأشياء التي عليه القيام بها من مذاكرة وعمل واجبات مدرسية.
في كل الأحوال، ناقشي مع طفلك ما النشاط الذي يفضله، استمعي له، اعرضي عليه أفكار، وأظهري له كيف يمكنه أن يتصرف إذا ما قابل مثل هذا الموقف في حياته، اشرحي له كيف يجب عليه أن يفهم احتياجاته ورغباته، وكيف يمكنه بمهارة أن يزن ما بين الفرص التي تجيئه وكيف يتوقع النتائج؟ .
تجنبي النظر إلى طفلك على أنه فاشل، واعلمي أن عملية تعلم الطفل تحديد موهبته أو مهارته مسألة تستغرق وقتاً طويلاً، ستفيدين طفلك أكثر إذا ساعدتيه على أن يتخذ القرار بنفسه بدلاً من أن تأخذيه أنت.
الأطفال في سن التاسعة فأقل لا تكون لديهم القدرة الواضحة على اختيار نوعية النشاط الذي سيحبونه، فلا بأس أن يترك الطفل في هذه السن الهواية أو اللعبة التي يمارسها إذا وجد أنه لا يستمتع بها.
لا تجبري الطفل أبداً على الاشتراك في نشاط أو لعبة معينة. فمحاولة إجباره لن تؤدى إلا إلى شعوره بقلق قد يجعله متردداً في محاولة خوض أي تجارب أخرى.
أشركي الطفل في اتخاذ القرار بخصوص تجربة أنشطة جديدة بدلاً من أن تقرري أنت النشاط الذي تعتقدين أنه سيمتعه، فالطفل عادةً تفوق توقعاته الحقيقة بخصوص مدى استمتاعه باللعبة أو النشاط الذي سيمارسه.
إذا خططت لطفلك كل دقيقة في يومه، ولم تتركي له الاختيار أو فرصة اللعب الحُر إلا في أضيق الحدود، أنت بذلك تحرمينه من فرصة تنمية مهارة هامة وهى ضبط النفس والتنظيم، لذا لو رأيت طفلك لا يفعل شيئاً، يجلس ويسرح في الفضاء، أو يقوم بعمل سباق بسيارته تحت السفرة، أو حتى يعيد قراءة مجلة للمرة الألف، اتركيه فكل ما يفعله هو أنه يحاول أن يعيش طفولته لبعض الوقت.