عين على القدسفلسطينيات

سيناريو يسعى الاحتلالُ لتنفيذه للنيل من هويةِ القدس

الثريا – إسراء أبوزايدة

لم ولن تكنْ القدس يوماً ورقةً رابحة في يد الكيانِ الصهيوني وحلفائه، فأكبرُ المعارك يتم خوضُها ببسالة الضمير، وتلك المعاركُ هي التي يستبسلُ فيها الناس البسطاءُ الذين يصنعون أسطورةَ النصر الكبير.

توالت ردودُ الفعل العربيةُ والدولية على قرار رئيس الولايات المتحدة ” ترامب” إعلانِ القدس عاصمةً للكيان الصهيوني، فكان هذا القرارُ كالصاعقة على المَقدسيينَ؛ لاسيّما وأنَّ تبعات هذا القرار سوف تعزِّزُ من التواجد الصهيوني بالقدس، وتقلِّل  من تواجد الفلسطينيين عامةً، والمَقدسيين خاصةً داخل أسوار المدينة المقدسة.” الثريا” استطلعتْ ردود أفعال المقدسيينَ تُجاه قرار “ترامب”؛ لمعرفة تبعاتِ هذا القرارِ على حياتهم.

“رغم ما يتعرضُ له المسجد الأقصى من اقتحاماتٍ شِبه يومية من قوات الاحتلالِ؛ إلّا أنّ المرابطين لم يتركوه لثانيةٍ واحدة، ولن يستطيعَ المحتل تغيير الوضع القائمِ في المسجد الأقصى”، بهذه الكلمات تعبِّر حارسةُ المسجد الأقصى “لمياء عقل” عن صمود المرابطين على أبواب المسجد الأقصى.

وتؤكّد “عقل” بأنه منذ لحظة إعلانِ “ترامب” القدسَ عاصمةً للكيان الصهيوني؛ لا يزالُ الوضع كما هو ظاهرياً، ولم يتغيّر شيء على المسجد الأقصى، واصفةً إياه بالهدوء الذي يسبقُ العاصفة.

وتنوِّه “عقل” إلى ضرورة عدم الإصغاء للشائعاتِ المُربكة والمغرضةِ؛ التي تهدف إلى إحباط أهالي القدس، والتي تُطلق بين الفينةِ والأخرى بأنَّ أبواب القدس مغلقةٌ؛ و ذلك حتى لا يذهبَ المقدسيون للرباط على عتبات المسجد الأقصى؛ مؤكِّدة بأنّ جميع أبواب المسجد الأقصى مفتوحةٌ، وتستقبل روادها، ولا تزال الصلواتُ تقام في المسجد الأقصى.

فيما أبدت المقدسية “تُقى زياد” قلقها من هذه الخطوة، قائلة:” أنا أُعلنها ثقةً بالله تعالى؛ أنّ ما يحدثُ ما هو إلا بدايةٌ لنهاية وشيكةٍ لتلك الدولة الوهمية” إسرائيل”، ولم يكنْ لإسرائيل وطنٌ في يوم من الأيام، فكيف لها أنْ تفكر بعاصمةٍ لها !”

وتضيف:” إنّ هذا المجنون “ترامب” جنَى على دولته وعلى صديقته “إسرائيل”، وإنّ الله على هلاكِهم وعلى رفعِ رايته لقادر”.
بينما علقت المقدسية “زينات عويضات” على ذلك بالقول:” يظن “ترامب” أنه سينتصر على الوعد الإلهي في القرآن!، مصداقاً لقوله تعالى:” ولِيدخلوا المسجدَ كما دخلوه أولَ مرة”، موضّحة بأنَّ خيانة العرب المستمرة، وتكالُبَ الأمم على الشعب الفلسطينيّ؛ لن يغيِّر من وعد الله الحقِّ بنصره المبين لنا.

فيما أبدى المقدسي “أحمد الخطواني” استنكاره ممّا وصل إليه حالُ القيادة في السلطة الفلسطينية؛ بالاكتفاء بالشجب والاستنكار اللفظي فقط!، مؤكداً بأنّ سكان القدس على ثقة بأنَّ تحرير القدس لا يكونُ إلّا على أيدي أبطالٍ خلفاء لصلاح الدين الأيوبي.

ويشيرُ “الخطواني” إلى حالة الإحباط الشديد؛ التي وصل إليها شرفاءُ الأمة الإسلامية، إضافةً إلى فَقدِ ثقةِ أهالي القدس بالحكام العربِ؛ الذين تكالبوا مع العدو الصهيوني على المُقدسات، واضعين ثقتهم بوعد الله لهم؛ بأنّ أرضهم إسلامية، لا مجالَ للمساومة عليها، ويَعدُّ أنّ  الإعلاناتِ التي تَصدر على لسان قادة وحلفاء العدو؛ ما هي إلا شكليةٌ لا تقدّم ولا تؤخّر مقابل وعد الله الحق.

ويعلّقُ الكاتب “علاء الريماوي” على أنّ قرار “ترامب” بأنّ القدس عاصمةٌ للكيان، لن يغيِّر من الحقيقة، وقد جاء هذا القرار  كصرخةٍ للأمة؛ بأنْ تساندَ المسجد الأقصى والفلسطينيين في مواجهة الاحتلال .

ويبيّن “الريماوي” بأنّ ما يجري للأقصى؛ هو أبعدُ من منهجية التهويد إلى الاحتلالِ الشامل والسيطرةِ على المسجد الأقصى.
ويشير بأنّ مباركة الكيان لقرار “ترامب” جاءت على هيئة  بناء (14) ألفَ وحدةٍ صهيونية في مدينة القدس، واصفاً إياها خطوةً خطيرة لطمس هوية المدينة وتهجير المقدسيين، ثم التفرُّغ للضفة المحتلة!.

 فيما يوضّح مدير مركز المخطوطات والتراث الإسلامي بالمسجد الأقصى” رضوان عَمرو” بأنه تم وضع كاميراتٍ لمراقبة مئات المصلّين الداخلين للمسجد الأقصى، وهذه خطوة جاءت بعد إعلان ” ترامب” القدسَ عاصمةً للكيان المحتل.
ويكشفُ “عمرو” عن وجود مخططاتٍ صهيونية ستُقام بموجِبها مراكزُ للزوار الصهاينة والأجانب،

ومَرافقُ تجارية وخدماتية تهويدية مختلفة، إضافةً إلى مواقف للسيارات، وقطارٍ هوائي تهويدي، مشيراً بأنّ ذلك يأتي على حساب الآثارِ والمقدسات الإسلامية والأرضِ الوقفية.

وقال عمرو :” المحتلُّ أعدَّ المخططات منذ زمن؛ وبدأ بسياسته (خطوةً خطوةً) نحو تقسيمٍ فعلي للمسجد الأقصى، ونحو السيطرة الكاملة على الجزء الشرقي منه، وكذلك المساحات الخارجية المحاذية للسور الشرقي”، مُبدياً استنكارَه لِما يحدث من استهداف لمقبرة” باب الرحمة” التاريخية في هذه الأوقات، معتبراً ذلك مؤشراً خطيراً على ما يسعى إليه الاحتلال نحو المسجد الأقصى.

فيما علّق الشاب المقدسي” إياد الطويل” ساخرا:” منيح اللي صارت نكشه السفارة ، لحتى كل العالم يتذكر بأنّ فلسطين مُحتلة”.

في ظِل هذه المعطيات على أرض الواقع؛ باتت مشاريعُ التهويد التي تستهدف المدينة ومكوناتها واضحةً كالشمس من تحت الأرض وفوقها، وتستهدفُ الحجر والبشر وحتى الأثَرَ، بدعمٍ أمريكي بامتيازٍ مع مرتبة الشرفأمريكي أ، ولسانُ حال أهل القدس “لن نتنازلَ عن مقدساتِنا؛ ولو كانت أرواحُنا هي الثمن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى