شبابنا.. نحن بحاجة إلى وقفة جادة لنصرة الأقصى

تحتل مدينة القدس مكاناً مميزاً في الوجدان، فهي من تهفو إليها النفوس، وتتشوق لرؤيتها العيون، فأين نحن من قضية القدس؟ والأخطار والتهديدات التي تحدث فيها؟ فكان للشباب وقفة مع السعادة ليخبروها بأن قضية القدس تحتل أولى اهتماماتهم وتفكيرهم، وأنهم سيقدمون الغالي والنفيس من أجل نصرة الأقصى
سلاح قوي
تعتبر ناردين عبد الرحمن، 20عام، تخصص إذاعة وتلفزيون من جامعة الأقصى، أن قضية القدس من أهم القضايا المصيرية التي على القادة والسياسيين أن يولوها كل اهتمامهم، ويضعوها على سلم الأولويات الوطنية.
وتقول: “للشباب دور هام ومركزي في هذه القضية، وعليهم أن يستفيدوا من طاقاتهم وإبداعاتهم لنصرة الأقصى، ولا يشعروا باليأس والخنوع بحجة إننا شعب محاصر لا نملك شيئاً”.
وترى عبد الرحمن أن على الشباب متابعة قضية القدس، وما يحصل من محاولات لتهويدها، وبالتالي تنظيم المظاهرات والاحتجاجات التضامنية معها، وعقد الندوات للشباب لتثقيفهم حول القضية، وبثها على القنوات الفضائية لتصل للعالم ليشعروا بخطورة الأزمة.
وتوضح أن على الشباب استخدام سلاح قوي بين أيديهم؛ ليوصلوا قضية القدس إلى العالم من خلال الشبكة العنكبويتة، حيث يقضي الشباب أغلب وقته عليها، فيستخدموها في نشر معلومات عن القدس وتاريخها وأصولها وتراثها ومكانتها الدينية، وعمل نشرات دورية خاصة حول الهدم وتهجير أهلها، فسيكون لهذا صدى على مسمع الناس.
أسيرة الأرفف
سهر دهليز، 22عام، طالبة جامعية، تقول: “يجب أن تكون هناك مراكز متخصصة تهتم بقضايا القدس وتناقشها بقوة، وتضعها على طاولات النقاش وتخرج بخطط استراتيجية تكون قيد التنفيذ، لا أن تكون أسيرة الأرفف والغبار.
وتقترح دهليز على الشباب المقدسيين عقد لقاءات الفيديو كونفرنس، وعمل وقفات احتجاجية, واستخدام هذه الطريقة مع شباب من الدول العربية الأخرى لتعريفهم بالقضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس.
وتقول: “أوجه رسالتي إلى أهالي القدس لأنهم في أرض الحدث، عليهم أن يتمسكوا بقضيتهم ويتحدوا الاحتلال بإصرارهم على الصلاة في الأقصى والتمسك بمنازلهم وعدم الخوف من التهديدات الصهيونية.”
وبالنسبة لهند يوسف فترى أن الشباب بحاجة إلى عقد سلسلة من الدورات فيما يتعلق بالقدس فتقول: “على المدارس والجامعات أن تضع ضمن أولوياتها عقد دورات للطلاب؛ ليعرفوا المكانة الدينية والتاريخية للقدس؛ كي تستنير عقولهم بمكانتها العظيمة ويشعروا بضرورة التحرك اتجاهها”.
ويشعر محمد الهسي، بالأسى الشديد لما يحصل في الأقصى، فيقول:”القدس تحتاج منا إلى تكاتف الجهود، فمهما كان الأمر صعباً فعلينا ألا نستسلم للظروف التي نعيشها، ولا نقول لا نستطيع، وماذا بأيدينا أن نفعل، لا بل يجب أن نقف وقفة شبابية قوية لنصرة الأقصى”.
ويضيف: “نبدأ بتثقيف أنفسنا حول ما يتعلق بالقدس من خلال القراءة عن تاريخها، وعمل نشرات مصغرة عن المدينة ومن ثم توزع على المدارس والجامعات، وبعد ذلك يتم عرض الأخطار التي تهدد المدينة بالتسلسل ليشعروا بخطورة ما يحدث فيها”.
ماذا قدمنا للقدس؟؟
وبحماسة شبابية ظاهرة تقول اعتدال عيد: “أين نحن الشباب من القدس؟ ماذا قدمنا لها؟ وكل يوم يزيد الاعتداء عليها، ويخطط للاستيلاء عليها، وترحيل أهلها فنحن بحاجة إلى هبة جماهيرية قوية مستمرة؛ تعرض على الفضائيات ليصل صوتنا إلى العالم؛ فهي قضية دولية عالمية”.
فيما ترى أنهار موسى، أن المسئولية الكبرى تقع على الإعلام ودوره الكبير في فضح الممارسات الإسرائيلية بحق القدس وأهلها، وإلقاء الضوء عليها، فهو السلاح الذي نملكه ليصل صوتنا إلى العالم.
بينما يخطط عبد الله عليوة وفريق من الشباب لعمل موقع خاص بالقدس، يعرض الانتهاكات التي تحدث فيها بالقلم والصورة والصوت، وسيقوم هذا الفريق بالعمل المستمر من أجل إنجاح هذا العمل، وهذا اقل ما يمكن أن نقدمه لنصرة الأقصى.
كان بجانبه أحمد هنية، أحد المشاركين معه في المشروع، يقول :”في ظل الصمت العربي الدولي؛ كان لابد أن نتحرك ولو خطوة بسيطة لكسر هذا الصمت، فجاءتنا الفكرة لكثرة الاعتداءات المتزايدة على القدس لتوعية الناس لما يدور فيها وليتحركوا بدافع الوازع الديني”.
إيهاب العجمي يقول: “يجب تطوير الحافز الذاتي لدى الشباب للدفاع عن القدس وتعزيز الروح الوطنية تجاه المقدسات والدفاع عنها بكل وسائل التكنولوجيا الحديث كالفيس بوك والايميلات ووسائل الإعلام لتوعية المجتمعات العربية بأحقية الفلسطينيين بالقدس لأن الإسرائيليين يحاولون إثبات أن القدس لهم ومن هنا يجب التوجه للفعاليات الجماهيرية الشبابية بشكل مشترك بين الشباب في المجتمع العربي”.
ويتابع: “كذلك حشد الطاقات الشبابية في الضفة الغربية والقطاع للزحف على القدس بكل ما نملك من إمكانيات وقدرات وعلى مؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بدورها التوعوي في أهمية القدس، ونشر الثقافة الوطنية التي شهدت في الآونة الأخيرة ضعف كبير.”
ويرى أنه على صناع القرار توحيد الصفوف في جميع الفصائل ووضع خطة عملية وبشكل وطني للتغلب على سياسة التهويد التي يقوم بها اليهود بالقدس.