عين على القدسفلسطينيات

المرابطاتُ والقدس..شرارةُ الانتفاضةِ في كُلِّ الميادينِ

بقلم: حسن النجار

عندَ مُشاهدةِ باحاتِ المسجدِ الأقصى المبارك؛ عبرَ الفضائياتِ والفيديوهاتِ التي يتمُ نشرُها عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ينتابُك “الفضول” لمعرفةِ ذلك الصوتِ الذي يعلو في أروِقتِه خارجَ أوقاتِ الصلواتِ “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر”؛ بهذا التكبيرِ تتصدّى المرابطاتُ في المسجدِ الأقصى المباركِ للمستوطنين؛ لمنعِهم من اقتحامِ المكان، فهذا الصدْحُ يَهزُّهم ويُربِكُهم.

و للمرابطاتِ في المسجدِ الأقصى حديثٌ مختلفٌ ذو شُجونٍ؛ حينما يكونُ الحديثُ عن امرأةٍ؛ جعلتْ من عتباتِ المسجدِ الأقصى بيتاً لها؛ تدافعُ عنه بروحِها، – المرابطاتُ – لمن لا يَعرفِهُنّ هنّ نسوةٌ يترُكنَ بيوتَهنّ فجراً؛ بعدَ أنْ يوقِظنَ أطفالَهنّ، ويُعدِدْنَ لهم الطعامَ؛ يتوَجّهنَ إلى الأقصى باكراً؛ ليَسبِقنَ المستوطنينَ، مُهِمّتُهنّ منعُ هؤلاء من تدنيسِ المسجدِ المبارك.

ولا يقتصرُ الأمرُ عندَ هذا الحدِّ؛ فهؤلاءِ النسوةُ يحافِظنَ على الخروجِ باكراً إلى المسجدِ الأقصى المباركِ؛ على اعتبارِ أنه بيتُهنَّ الأولُ، وأنّ الدفاعَ عنه واجبٌ مقدّسٌ، لذلك يحرِصنَ بالتناوبِ على المَجيء منذُ صلاةِ الفجرِ أو بعدَها بقليل؛ لتَضمنَ كلٌّ منهُنَّ الوجودَ بكثافةٍ قُبيلَ اقتحاماتِ المستوطنين.

ويزدادُ الوجعُ وجَعينِ بعدَ إعلانِ “ترامب” القدسَ عاصمةً “لإسرائيل”؛ حينَ ننظرُ إلى من يدافعُ عنه؛ نجدُ أنّ المرابطاتِ تتقدّمُ الصفوفَ من جديدٍ في مواجهةِ المستوطنينَ وجنودِ الاحتلالِ، نساءُ القدسِ بأجسادِهنَّ يدافِعنَ عن أُمةِ المليارِ ونصف، وجميعُنا يستذكرُ أنّ انتفاضةَ القدسِ قد اندلعتْ من أجلِ المرابطاتِ اللواتي غضبَ لأجلِهنّ “مهند الحلبي” الذي لا يملكُ سِوى جسدِه، وسكيناً ليدافعَ عن أخواتِ ونساءِ الأقصى الأسيرِ؛ حيثُ نفّذَ عمليةَ طعنٍ أسفرتْ عن مقتلِ اثنينِ من المستوطنينَ، وثلاثةٍ آخَرينَ بحالاتٍ حرجةٍ.

وبعدَ استشهادِ “مهنّد” تبِعَه عشراتُ الاستشهاديينَ من الشبابِ الثائرِ للقدسِ والأقصى وللمرابطاتِ داخلَ أسوارِه، وقد جدّدوا العهدَ والوعدَ مع فلسطينَ ومقدّساتِها أنّ الأقصى خطٌّ أحمرُ، وأنّ العرضَ الفلسطينيَّ كذلك.

وأمّا مدينةُ السلامِ وأرضُ الإسراءِ والمعراجِ؛ فحتى هذه اللحظةِ لم تجدْ من يدافعُ عنها، ويَقلِبُ الطاولةَ على رأسِ الإدارةِ الأمريكيةِ التي تُعلِنُها يوماً بعدَ يومٍ؛ أنها منحازةٌ (100 %) لصالحِ الكيانِ “الإسرائيلي”، خصوصاً في هذه الآونةِ التي انشغلَ فيها العربُ بحروبِهم الأهليةِ، وأضحت المعتقَلاتُ والسجونُ بيوتاً لشرفاءِ الأُمةِ الذين دفعوا حياتَهم ثمناً لكلمةِ حقٍّ أو موقفٍ ينعَى الظلمَ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى