الدين والحياة

كفالةُ اليتيمِ سعادةٌ في الدارَين

إعداد : شفا جمال

لا يخفَى على أحدٍ أنّ المجتمعَ الفلسطيني في قطاعِ غزة، يعاني من أزمةٍ اقتصاديةٍ خانقةٍ؛ نتيجةً لسياسةِ الاحتلالِ التي يمارسُها على القطاعِ: من إغلاقٍ للمعابرِ، وتضييقِ الخناقِ عليه، ومحاصرتِه في قوتِ يومِه، والتي أدّت إلى تفَشي حالةَ الفقرِ والبطالةِ، وباتت تعيشُ كثيرُ من الأُسرِ تحتَ مسمَّى “الأُسر المستورة”، إضافةً إلى الحروبِ والنكباتِ التي تتوالى بين أعوامٍ قليلةٍ؛ لتتركَ خلفَها أيتاماً لا حولَ لهم ولا قوةَ … .

“الثريا” تفتحُ شراعَ فضلِ كفالةِ اليتيمِ، ومساعدةِ الأُسرِ المستورةِ، وتعرِضُ ثوابَه أمام من يتلمّسُ أحوالَ أولئك اليتامى والمحتاجين الذين يواجهونَ صعوباتِ الحياةِ؛ لاسيّما تلك الأُسرُ التي تتوارَى عن الأنظارِ بدافعِ الحياءِ وعزّةِ النفس، لنسعى معاً لسدِّ حاجةِ اليتيمِ والأُسرِ المستورةِ، ومساندتِهم وتحمُّلِ أعباءِ الحياةِ عنهم. ولْيَقفْ الميسورون أمامَ مسئولياتِهم تُجاهَ أصحابِ أولئك الذين فقدوا ذويهِم، أو فقدوا بيوتَهم جرّاءَ الحربِ، فالأجرُ العظيمُ لمن مسحَ رأساً وكفكفَ دمعاً…

حثّ د. “ماهر السوسي” المحاضرُ بالجامعة الإسلامية الأغنياءَ على كفالةِ الأيتامِ، لقولِ رسولِنا الكريم “صلى الله عليه وسلم” أنا وكافلُ اليتيمِ في الجنةِ كهاتَين” فحاولَ أنْ يقرّبَ بين أصبعيهِ؛ ليبيّنَ أنّ من يكفُلْ يتيماً؛ يكنْ مجاوراً لمنزلةِ الرسولِ “صلى الله عليه وسلم” في الجنةِ، أي في أعلَى درجاتِ الجنةِ، وهي الفردوسُ الأعلى.

ويبيّن د. “السوسي” أنّ كفالةَ الأيتامِ والأُسرِ المستورةِ منصوصٌ عليها في كتابِ اللهِ، مصداقاً لقولِه تعالى:”وتعاوَنوا على البِرِّ والتقوى، ولا تعاوَنوا على الإثمِ والعدوان” مبيّناً أنّ كفالتَهم تدخلُ في إطارِ البِرِّ، ومن البِرِّ عدمُ تركِ الناسِ محتاجين.

ويؤكّد د. “السوسي” أنه ينبغي على المؤمنينَ أنْ يكونوا متوادِّينَ متراحمينَ؛ الذي تجسَّدَ في قولِ رسولِ الله :“مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم: مِثلُ الجسدِ، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى”.

ويشير د. “السوسي” إلى أنّ كفالةَ الأيتامِ والأُسرِ المحتاجةِ من أسبابِ ترقيقِ القلوبِ، وسرعةِ اتصالِ الإنسانِ بربِّه، مستشهداً بقصةٍ حدثتْ :حيثُ جاء رجلٌّ إليهِ صلى الله عليه وسلم يشتكي قسوةَ قلبِه، فقال له صلى الله عليه وسلم :” امسحْ على رأسِ يتيم”.

وطالبَ د. “السوسي” الأغنياءَ بالإسراعِ إلى كفالةِ هؤلاء الناسِ، يقولُ عزّ وجلّ: ” وسارِعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنةٍ عرضُها السمواتُ والأرضُ أعِدّت للمتقين”.

ويوضّح د. “السوسي” أنّ كفالةَ الأيتامِ والأُسرِ من قِبلِ الميسورينَ؛ تعكسُ آثاراً إيجابيةً على الفردِ و المجتمعِ، حيثُ تنتشرُ المودةُ والرحمةُ بين الناسِ، ويضحى المجتمعُ سليماً خالياً من الانحرافِ، وينشأَ جيلٌ جيدٌ خادمٌ لمجتمعِه…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى