Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
كتاب الثريامدونات الثريا

الاحترامُ أولاً ثُمَّ الحبُّ

بقلم أد. فتحية صبحي اللولو.

عادت الزوجة إلى بيتها باكيةً حزينةً؛ تشعرُ بغصّةٍ داخل قلبها، تختلطُ في عقلها كلُّ الأفكار، هل تهدمُ بيتها وتطلبُ الطلاقَ! لم تعدْ تستطيع الاحتمال لأسلوبِ زوجها في التعامل معها؛ خاصةً أمام الآخَرين!، فقد كانت في زيارة لبعض أقربائه، وفي أثناء الزيارة ، وفي كل مكان تتواجدُ به مع زوجها؛ بدأ بممارسة هوايتِه في احتقارها وإذلالاِها وتسفيهِ آرائها! ويجعل منها أضحوكةً أمام أهله، ويقوم بإظهار قدراته المُطلقة، فهو الذي يفهم ويدبّر الأمورَ، وله نظرةٌ ثابتة في التخطيط، وأنَّ رأيه دوماً هو الصوابُ! وأنها مَهما اجتهدتْ لا يمكنُ أنْ تصلَ لهذه العبقرية الفذّة!، ومع ذلك يدّعي أمام الجميع أنه يحبُّها، ولا يستطيعُ الحياة بدونِها!! أيُّ حبٍّ ذلك الذي يدَّعيهِ؟!
الرجل الذي يقول بملءِ فمِه؛ أنه يحبُّ زوجته، ولا يستطيعُ أنْ يستغني عنها، وأنها كلُّ حياتِه… ولكنْ لا يحترمُها، ويحتقرُها، ويُهدِرُ كرامتَها، ويسحق شخصيتَها، ويلغي وجودَها، ويجرحُ مشاعرها، ويقلّلُ من قدراتها العقليةِ في التفكيرِ، ويتهاونُ بكل كلمةٍ تقولُها؛ كيف له أنْ يدَّعيَ حبَّها!؟ وهل تُصدّقُ زوجتُه هذا الحبَّ؛ حتى لو ردّدَ كلماتِ الحبِّ ألفَ مرةٍ!.
فالاحتقارُ أشدُّ أنواع الظلمِ، وهل يُبنى الحبُّ مع الاحتقارِ؟!

يحبُّ زوجته لأنها جميلةٌ، ولنظرةِ الناسِ لوجهِها وجسدِها، والجميعُ يشهد بجمالها وذوقِه في الاختيارِ، وكيف استطاع بقدراتِه المميزة أنْ يتزوجَ من زوجة شابةٍ وجميلةٍ رشيقةٍ! وللأسفِ لا يرى فيها إلا ذلك الجمالِ الجسدي ! ولا يرى جمالَ روحها! فيحتقرها ويحتقر عقلها!، وهل تنجحُ حياةٌ زوجية بدون عاطفةٍ قائمةٍ على الاحترامِ المتبادلِ بين الزوجينِ! وقدرةِ كلٍّ منهما على إسعادِ الآخَرِ وإعزازِه!، وهل يمكنُ أنْ تتحققَ المودةُ والرحمةُ بدون الاحترام؟!

حتى نستطيعَ أنْ نجعلَ بيوتنا سعيدةً، وتستمرَّ فيها السعادة، ولا نلجأ للتفكيرِ بالطلاقِ والفِراقِ وهدمِ البيوتِ؛ يجبُ أنْ نكونَ كراماً في مشاعرِنا تُجاهَ من نشاركُهم الحياةَ، فالبخلُ بالمشاعرِ، والأنانيةُ والنرجسيةُ وحبُّ الذاتِ؛ يدمّرُ أيَّ إمكانيةٍ للسعادة، فالزوجةُ تحتاج إلى العاطفةِ والحب، وأنْ تشعرَ بالتقديرِ والاحترامِ في قلب زوجها، وأنه يسعى لإسعادِها واكرامِها في بيتها، وأمامَ أهلِها وأهلِه، وهذا لا يقلّلُ من رجولته أو نظرة الآخَرين له.

ولكنْ يُظهِرُ كم هو إنسانٌ يستحقُ كل التقدير والاحترامِ، بقلبِه المُفعَمِ بالحبِّ، والذي يُظهِرُه باحترامه لزوجته وحياته الخاصة، ما يدفعُ زوجتَه لتقديرِه واحترامِه والثناءِ عليه، فمِن أهمِّ أسبابِ استمرارِ السعادةِ؛ أنْ يكونَ فيها الاحترامُ دليلاً قوياً مع الحبِّ؛ حتى تَسودَ المودّةُ والرحمةُ بينهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى