دين ودنياصحتك بالدنيا

طرُقٌ علاجيةٌ للتخلّصِ من الكَلفِ

إعداد: دكتور “وسام سكر” أخصائيةٌ جلدية

يُعرفُ الكَلفُ(Melasma) بأنه سُمرةٌ أو تبدُّلٌ ولونٌ غامقٌ يصيبُ البشرةَ، وقد يأخذُ الكَلفُ شكلَ بُقعٍ صغيرةٍ أو بقعٍ بنيّةٍ كبيرةٍ ومتّصلةٍ، وأحياناً يَظهرُ على شكلٍ يُشبِهُ القناعَ، ومن هنا أتى الاسمُ القديمُ “قناعُ الحملِ” الذي يصيبُ الحواملَ.
يمكن أن يصيب الكلف أي شخص إلا أنه أكثر شيوعاً عند النساء وخاصة الحوامل أو اللاتئي يتناولن موانع الحمل الفموية.

كيف يَحدثُ الكَلفُ:

يَحدثُ نتيجةَ تحفيزِ الخلايا المُصنّعةِ لصبغةِ الميلانين (الخلايا الميلانينية)؛ نتيجةَ زيادةٍ في إفرازِ هرمونِ (الاستروجين، أو البروجسترون)؛ ما يدفعُ هذه الخلايا إلى إفرازِ صبغةِ (الميلانين) بكميةٍ كبيرةٍ لدى تعرُّضِها لأشعةِ الشمسِ، والأشعةِ فوقَ البنفسجيةِ بنسبةٍ عاليةٍ.

ما هي الأسبابُ التي تؤدّي إلى ظهورِ الكلفِ:

هناك بعضُ العواملِ التي يُعتقدُ أنّ لها التأثيرَ الأكبرَ في ظهورِ الكلفِ :
-الاستعدادُ الوراثي: واحدٌ من أهمِ العواملِ المؤدّيةِ للإصابةِ بالكلفِ، يتميزُ بأنه أكثرُ شيوعاً في العنصرِ النسائي من الرجالِ، كما أنّ البشرةَ الحنطيةَ والسمراءَ هي أكثرُ أنواعِ البشراتِ عرضةً للإصابةِ بالكلفِ.

-التعرّضُ للشمسِ: هو أهمُ عاملٍ يؤدّي للإصابةِ بالكلفِ .

-تناوُلُ بعضِ الأدويةِ: كالمضاداتِ الحيوية (Antibiotics) وعقارِ (بروفين) و مشتقاتِه؛ تزيدُ من حساسيةِ الجِلدِ وتجعلُه يتفاعلُ مع أشعةِ الشمسِ بطريقةٍ سلبيةٍ .

-تأثيرُ الهرمونات وخاصةً في الثلثِ الأخيرِ من الحملِ؛ إضافةً إلى استخدامِ حبوبِ منعِ الحملِ؛ يُعَدُّ من العواملِ الرئيسةِ المسبِّبةِ للكلفِ، وقد يصيبُ النساءَ أيضاً في سنِّ اليأسِ و بعضِ الاضطراباتِ المبيضيةِ، أو مشاكلَ نفسيةٍ أخرى.

-تزيدُ احتماليةُ حدوثِ الكلفِ عندَ وجودِ أمراضِ الغدّةِ الدرقيةِ، و يمكنُ أنْ يظهرَ الكلفُ مرافِقاً لداءِ (أديسون)؛ ويَحدثُ في الوجهِ وفي الأماكنِ التي تتعرضُ للاحتكاكِ من الجلدِ .

ما هي أعراضُ الكلفِ :

يظهرُ الكلفُ بشكلِ بُقعٍ غيرِ منتظمةٍ؛ عادةً ما تكونُ أغمقَ من الجلدِ المحيطِ، وتظهرُ على الخدودِ، والأنفِ، والشفةِ العليا، والجبهةِ، والرقبة، وقد تمتدُّ إلى منطقةِ الصدرِ، وقد تتطورُ هذه البقعُ تدريجاً على مدى فترةٍ طويلةٍ من الزمنِ؛ ولا تُسبّبُ أيَّ أعراضٍ أخرى، ولا تعدو كونَها عيوباً تجميليةً .

هل للكلفِ أنواعٌ؟ اذكُريها لنا ؟

نَعم للكلفِ ثلاثةُ أنواعِ :

الكلفُ السطحي:
حيثُ تَظهرُ التصبغاتُ في الطبقةِ السطحيةِ من البشرةِ، وتكونُ المُعالَجةُ أسهلَ.

الكلفُ العميقُ:
حيثُ تظهرُ التصبغاتُ في الطبقةِ العميقةِ من الجلدِ، وقد يصعبُ علاجُه وقد لا يزولُ نهائيا.

الكلفُ المختلطُ السطحي:
حيثُ تظهرُ التصبغاتُ في الطبقتينِ السطحيةِ والعميقةِ للجلدِ، ويتحسنُ لدرجةٍ معيّنةٍ .
بالنسبةِ لكلفِ الحملِ؛ تختفي البقعُ السطحيةُ عادةً من تلقاءِ نفسِها في غالبيةِ الحالاتِ، وتستغرقُ عدّةَ شهورٍ لكي تختفي، كما أنّ وضْعَ المولودِ وانتهاءَ الحملِ يساهمُ في اختفاءِ البقعِ. في بعضِ الحالاتِ قد يصبحُ الكلفُ حالةً مزمنةً إذا استمرَّ لعامٍ أو عامينِ؛ بعدَ انتهاءِ الحملِ، و يحتاجُ إلى علاجاتٍ مختلفةٍ .

هل للمكياجِ والكريماتِ تأثيرٌ سلبيٌّ يمكنُ أنْ يساهمَ في زيادةِ الكلفِ ؟
سوءُ استخدامِ مستحضراتِ التجميلِ، أو الإفراطُ في استخدامِها مع عدمِ الاهتمامِ بتنظيفِ البشرةِ يومياً؛ يمكنُ أنْ يساهمَ في زيادةِ الكلفِ، والكثيراتُ يمكنُ أنْ تستخدمَ المكياجَ لإخفاءِ البقعِ؛ و لكنْ يجبُ الاهتمامُ بنظافةِ البشرةِ عندَ نهايةِ اليومِ.

ما الأمورُ التي يجبُ أن تتجنبها السيدات اللاتي يعانين من الكلف ؟
يجبُ على السيداتِ المصاباتِ بالكلفِ تجنُّبُ أشعةِ الشمسِ؛ وذلك باستعمالِ كريماتِ الوقايةِ من الشمسِ؛ حسبَ نوعِ ولونِ البشرةِ، وتكرارُ تطبيقِها كلَّ ساعتينِ في حالةِ التعرضِ الطويلِ للشمسِ، ويجبُ الحذَرُ في استخدامِ الكريماتِ و المستحضراتِ و الوصفاتِ العلاجيةِ، و عدمُ استخدامِ أيِّ كريمٍ بدونِ استشارةِ الطبيبِ، كما يجبُ تَجنُّبُ استخدامِ حبوبِ منعِ الحملِ، و استبدالُها بطريقةٍ أخرى.

ما الطرُقُ العلاجيةُ التي يجبُ اتّباعُها للتخلصِ من مشكلةِ الكلفِ ؟

-الامتناعُ عن التعرضِ للشمس: يُعَدُّ واحداً من أهمِ العواملِ المساعدةِ في علاجِ الكلفِ؛ وذلك بارتداءِ ملابسَ واقيةٍ من الشمسِ، مع استخدامِ كريماتٍ واقيةٍ من الشمسِ خلالَ النهارِ.

-كريماتُ التفتيحِ: ويعدُّ هذا العلاجُ العلاجَ الرئيسَ للكلفِ، وتحتوي هذه الكريماتُ على موادِ تبييضٍ أو تقشيرٍ للجلدِ، و كريماتُ أحماضِ الفواكهِ .
-إذا لم تَحدث استجابةٌ سريعةٌ؛ يمكنُ استخدامُ الخلطاتِ الثلاثيةِ التي يُعِدُّها الطبيبُ باستخدامِ (مبيّضِ و مقشِّرِ و كورتيزون) ولكنْ يجبُ الإشارةُ إلى أنّ استخدامَ العلاجِ يجبُ أنْ يكونَ تحتَ إشرافِ الطبيبِ .

-استخدامُ الكريماتِ المبيّضةِ؛ حيثُ تحتاجُ المعالجةُ إلى عدّةِ أشهر (3 – 6 أشهر) وعلى كلِّ مريضٍ مراجعةُ الطبيبِ؛ للوقوفِ على أسبابِ الكلفِ، وإعطائه العلاجَ المناسبَ والالتزامَ بإرشاداتِه العلاجيةِ والوقائيةِ.

-ويجبُ على المريضِ أنْ يستخدمَها ليلاً؛ بأنْ يدهنَ طبقةً ناعمةً وكميةً قليلةً، وعدمُ الإكثارِ منها؛ كي لا تُحدِثَ آثاراً جانبيةً (احمرار أو ازدياد التصبغ). ويجبُ عليه أيضاً أنْ لا ينزعَ القشورَ التي تتشكلُ على الوجهِ؛ بل يتركَها حتى تسقطَ بنفسِها.

-ويجبُ على المريضِ معرفةُ أنّ كريماتِ التفتيحِ تحتاجُ إلى مدّةٍ من الزمنِ حتى تعطيَ النتائجَ المطلوبةَ، ولا يمكنُ أنْ يتمَ العلاجُ بسرعةٍ. إنّ التزامَ المريضِ باستخدامِ الكريماتِ حسبَ تعليماتِ الطبيبِ؛ يعطي المريضَ أفضلَ النتائجِ .

-هناك و سائلُ أخرى للعلاجِ؛ مِثلَ التقشيرِ الكيميائي في العياداتِ المختصةِ؛ باستخدامِ أحماضِ الفواكهِ أو موادٍ أخرى؛ وهذا نلجأُ إليه في حالةِ عدمِ الاستجابةِ للكريماتِ المبيّضةِ، ويكونُ له شروطٌ و طرُقٌ معيّنةٌ حتى لا تَحدُثَ تصبغاتٌ عكسيةٌ

-يوجدُ بعضِ أنواعِ (الليزر) التي قد تفيدُ بشكلٍ كبيرٍ في علاجِ الكلفِ، وهنا نشيرُ إلى أنّ العلاجَ يتطلّبُ الكثيرَ من الوقتِ، والالتزامَ يساهمُ بشكلٍ كبيرٍ في العلاجِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى