كتاب الثريا

هل هو قرار سليم؟؟

علي سعيد لُبّد مديرُ جامعةِ الأُمة – فرع غزة

يتراءى للبعضِ أنه قرارٌ غيرُ سليمٍ! لكنّ واقعَ الحالِ سيُثبِتُ غيرَ ذلك، وممّا لا شكَّ فيه أنه لا يُمكنُ الاستغناءُ كُلياً عن الاختباراتِ النهائيةِ؛ لِما لها من أثرٍ على تحصيلِ لطلابِ.

فلقد أثارَ قرارُ وزارةِ التربيةِ والتعليمِ، وقفَ الامتحاناتِ النهائيةِ بكافةِ المدارسِ _من الصفِّ الأولِ حتى الرابعِ_ غضبَ أولياءِ الأمورِ؛ لِما يرَونَ فيه من إجحافٍ وظُلمٍ لأبنائهم الطلبةِ؛ خاصةً المتفوقينَ منهم، والذين يعتمدونَ على اختباراتِ نهايةِ الفصلِ لِحَصدِ أعلى الدراجاتِ.

وأؤكّدُ هنا أننا لا نزالُ في مدارسِنا نتعاملُ مع أبنائنا بنظامِ التعليمِ التقليديّ؛ الذي يعتمدُ بدرجةٍ كبيرةٍ على التلقينِ والحفظِ؛ وقياسِ ذلك بوسيلةٍ وحيدةٍ؛ وهي الاختباراتُ التحصيليةُ، حتى أنّ مُعظمَها أسئلتُها استدعائيةٍ تَغفُلُ عن استثارةِ التفكيرِ وتنشيطِه، وأظنُّ أنّ القرارَ الجديدَ يتوافقُ مع نظامِ التعليمِ الحديثِ؛ ويجعلُ من الطالبِ مِحوَراً للعمليةِ التعليميةِ؛ كما أنه يتماشَى مع المناهجِ الجديدةِ، التي تم إقرارُها مؤخّراً من قِبلِ الوزارةِ، مع إدراكِنا لأهميةِ هذه الاختباراتِ في تنشيطِ دافعيةِ التعلُّمِ، والنقلِ من صفٍّ لآخَرَ، ومنْحِ الدرجاتِ والشهاداتِ.

وهنا يجبُ أنْ نؤكّدَ أنّ القرارَ من ناحيةٍ تطويريةٍ في النهجِ التعليميِّ سليمٌ وممتازٌ؛ لكنه يحتاجُ لتطويرِ جوانبَ متعدِّدةً في العمليةِ التعليميةِ، أهمُّها تطويرُ قُدرةِ المعلمِ على تقييمِ الطلبةِ؛ لرفعِ كفاءتِه كي يستطيعَ تقييمَ الطلبةِ بموضوعيةٍ خاصةً مع تفاوُتِ المستوياتِ والفروقِ الفرديةِ.

كما يجبُ تهيئةُ مكوّناتِ البيئةِ التعليميةِ، وتوفيرُ أجواءٍ لتنفيذِ أنشطةٍ بديلةٍ لعمليةِ التقويمِ التقليديةِ، وتهيئةُ البيئةِ الصفيّةِ، وتقليلُ عددِ الطلابِ في الفصلِ؛ لتصبحَ عمليةُ التقييمِ أكثرَ دِقّةً ومصداقيةً، وكي ينجحَ هذا القرارُ ويؤتي ثمارَه؛ يجبُ ألّا نَغفُلَ عن الطلبةِ أنفسِهم وأولياءِ أمورِهم؛ فهم بحاجةٍ لمعرفةٍ مُعمّقةٍ بالنظامِ الدراسيّ الجديدِ وأدواتِه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى