نقصُ الحديدِ عندَ الأطفالِ؛ يسبّبُ مشاكلَ صحيةً

دكتور “خالد عبد الحي” تخصُّص أطفال حديثي ولادة
تنتشرُ مشكلةُ نقصِ الحديدِ عندَ الأطفالِ بشكلٍ كبيرٍ؛ وذلكَ نتيجةَ أسبابٍ مختلفةٍ منها: عدمُ كفايةِ كمّيّةِ الحديدِ في النّظامِ الغذائيّ المتَّبعِ، أو سوءُ امتصاصِ الحديدِ نتيجةَ الإصابةِ ببعضِ الأمراضِ المَعويّةِ وغيرِها.
ويُعَدُّ الحديدُ من أهمِّ العناصرِ الضّروريّةِ لنموِّ الطفلِ وتطوُّرِه؛ بالإضافةِ إلى دورِه في مساعدةِ الجسمِ على القيامِ بوظائفِه الحيويّةِ المختلفةِ، وإنتاجِ خلايا الدّمِ الحمراءِ التي تَنقلُ الأكسجينَ إلى مختلفِ أنحاءِ الجسمِ.
ما هي الكمّيةُ الكافيةُ التي يحتاجُها الطفلُ من الحديدِ ؟
•الرّضّعُ في الشهرِ الرابعِ من عُمرِهم؛ يوصَى بإعطائهم الحديدَ عن طريقِ الفمِ؛ بمقدارِ (1) ملغم لكُل كغم من وزنِهم، على أنْ تُدخَلَ الأطعمةُ التكميليّةُ الغنيّةُ بالحديدِ مِثلَ: وجباتِ الحبوبِ المدعَّمةِ بالحديدِ.
•من عُمرِ (6-12) شهراً: يتطلّبُ جسمُ الطفلِ مقدارَ (11) ملغم من الحديدِ يوميّاً، مع التزامِ الأُم بإعطائهِ الأطعمةَ التكميليةَ، مِثلَ: اللحومِ الحمراءِ، والخضرواتِ.
•من عمرُ (1-3) سنوات: يحتاجُ جسمُ الطفلِ حوالي (7) ملغم من الحديدِ يوميّاً، والتي يوصَى بأخذِها بتناولِ الأغذيةِ الغنيةِ بالحديدِ.
أين يتواجدُ الحديدُ؟
اللّحومُ الحمراءُ، والدّجاجُ، والكبدُ، والسّمكُ، وفي الحبوبِ والبقولياتِ، مِثلَ: العدسِ، والفولِ، والحمّصِ. في الحليبِ، والبيضِ، والفواكهِ باختلافِ أنواعِها، مِثلَ: التفاحِ، والكُمثرى، والتمرِ. في الخضرواتِ الورقيّةِ الخضراءِ، مثلَ: الجرجيرِ، والسبانخِ، والخسِّ.
ما هي الأسبابُ التي تساهمُ في انخفاضِ نسبةِ الحديدِ؟
•فقدانُ الدّمِ من القناةِ الهضميّةِ بصورةٍ بطيئةٍ؛ ولفترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ، فقد بيّنتْ الكثيرُ من الدراساتِ أنّ تناوُلَ الأطفالِ لحليبِ الأبقارِ يسبِّبُ فقدانَ الأمعاءِ الدقيقةِ كمياتٍ قليلةً من الدمِ؛ قد لا تستطيعُ الأُم ملاحظتَها؛ لكنها تؤدّي في النهايةِ إلى نقصٍ شديدٍ في الحديدِ.
•زيادةُ احتياجاتِ الجسمِ إلى الحديدِ في طَورِ نموِّ الطفلِ؛ فقد تبيَّنَ أنّ الأطفالَ الذين يعانونَ من نقصِ الحديدِ يواجهونَ مشاكلَ، مِثلَ: التأخُر في التطوّرِ الفكريّ والاجتماعي، ويُلاحَظُ نقصانُ أوزانِهم بشكلٍ لا يتناسبُ مع أعمارِهم.
ما هي الأعراضُ التي تُخبرُ أنّ الطفلَ يعاني من نقصِ الحديدِ ؟
يسبّبُ ضعفاً عامّاً في الجسمِ؛ حيثُ يُلاحَظُ عليهِ التّعبُ والإرهاقُ بشكلٍ دائمٍ، و يكونُ الطفلُ دائمَ الصّراخِ؛ ويعاني من ألمٍ في الرأسِ، ودوخةٍ، ودُوارٍ، وصعوبةٍ في عمليةِ التّنفسِ، يصبحُ لونُ الجلدِ شاحباً ومائلاً إلى الاصفرارِ، ويفقدُ الطفلُ الشهيةَ لتناولِ الطعامِ، ويشعرُ الطفلُ بألمٍ في منطقةِ الصدرِ.
ويفقدُ الطفلُ القدرةَ على التركيزِ، يحدُّ من قدرةِ الجسمِ على المحافظةِ على درجةِ حرارتِه، فتُلاحَظُ برودةُ الأطرافِ، يُحدِثُ التهاباتٍ في اللّسانِ، ويُبطِئُ من عمليةِ النموِّ، ويلاحَظُ تأخُرُ الطفلِ في المشيِ والكلامِ. يُقللُ قدرةَ الجهازِ المناعي على مقاومةِ الأمراضِ.
كيف يتمُ علاجُ الأطفالِ الذين يعانونَ من نقصٍ في الحديدِ؟
•التّركيزُ على تناولِ الأطعمةِ الغنيّةِ بالحديدِ.
•اللّجوءُ إلى تناولِ مكمّلاتِ الحديدِ، مِثلَ: أقراصِ الحديدِ والكبسولاتِ؛ التي يُنصَحُ بتناوُلِها قبلَ تناولِ الطعامِ.
•الذهابُ إلى الطبيبِ لإجراءِ الفحوصاتِ اللازمةِ؛ لتحديدِ السببِ الكامنِ وراءَ نقصِ الحديدِ، والإكثارُ من تناولِ الأغذيةِ الغنيةِ بفيتامين (ج)، والتي تسهّلُ امتصاصَ الحديدِ، مِثلَ: البرتقالِ، وعصيرِ اللّيمونِ.
•أخذُ العلاجِ لحلِّ مشكلةِ فقدانِ الشهيةِ لتناولِ الطعامِ.