دين ودنيامركز الاستشارات

دعوات الاستغفار عبر الجروبات”هل فيها من حرج؟

الثريا: خاص

“انتشرت عبر مواقع الفيسبوك مؤخراً دعوات للاستغفار في المنتديات وعبر “الجروبات”، ما حكمها الشرعي، وهل فيها من حرج؟

يجيب عن الفتوى د. ماهر السوسي رئيس لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية

إن الدعوة للاستغفار هي مشروعة ولا شيء فيها؛ بل كان الاستغفار دعوة الأنبياء لأقوامهم؛ ودليلها ما جاء على لسان نبي الله هود في قوله تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ).

وكذلك قوله: (وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)، ومن بعده نبي الله نوح حيث قال: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).

ومن المعلوم أن كثيراً من الخيرات ينالها الإنسان بالاستغفار كالخصب والمطر والرزق والولد وغير ذلك، كما هو مبين في سورة نوح عليه السلام، حيث قال الله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).

وعلى ذلك فإن الاستغفار الجماعي هو أمر مشروع، والمطالبة به على صفحات التواصل الاجتماعي هو أمر مشروع أيضاً، لكن بشرط ألا يكون بطريقة في ابتزاز للناس، كأن يقول: (استغفروا وإلا سيحدث لكم كذا من المكروهات) أو يقول من كان يحبني مثلا فليستغفر معي) أو غير ذلك من العبارات التي تدل على التسول، وكذلك بشرط ألا يكون القصد من ذلك – وهذا ما نلحظه كثيراُ؛ بل قد يكون هو المقصود من الاستغفار – هو جمع أكبر عدد ممكن من التعليقات واللايكات على فيسبوك، أما ما كان بطريقة لطيفة على سبيل الموعظة أو النصيحة فلا بأس به بل هو محبب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى