استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناسمركز الاستشارات

ابنتي بعيدةٌ عني !

يجيب عن الاستشارة الخبير الأسري د. جواد الشيخ خليل

ابنتي تبلغُ من العمرِ خمسةَ عشرَ عاماً؛ شخصيتُها قويةٌ جداً؛ لدرجةِ أنها لا تُعطيني أيَّ اهتمامٍ للحديثِ! وعندما أتحدثُ معها؛ تجاوِبُني بردودٍ أكبرَ منها! فأخبرُها بأنها صغيرةٌ على التحدثِ بهذه الطريقةِ ، وهي قريبةٌ جداً من عمّتِها؛ وتسمعُ كلامَها أكثرَ مني! وأحياناً كثيرةً تقول بأنني لا أفهُما، ولا أستوعِبُها؛ رغمَ أنني أجتهدُ على تحقيقِ ما تطلبُه؛ ورغمَ ذلكَ هي لا تُقدّرُ ما أفعلُه لها! كيف أُقرّبُها مني؟ وأتعاملُ معها ؟ .

عزيزتي صاحبة المشكلة:

الشبابُ في مِثلِ هذه السنِّ؛ يبحثونَ عن الاستقلالِ عن الأهلِ؛ ويحقّقونَ ذلك عن طريقِ التمرُّدِ على القراراتِ، وعدمِ الانصياعِ للأوامرِ، ومن الطبيعي أنْ يتِمَّ _في هذه الفترةِ الزمنيةِ من العُمرِ_ مِثلُ هذه الحالاتِ، ولكنْ يجبُ التعاملُ بحَذرٍ وحِرصٍ؛ حتى لا نفقدَ أبناءَنا، ونخرجُ بهم إلى بَرّ الأمانِ؛ لذلك يجبُ إعطاءُ اهتمامٍ أكثرَ لهم، والاستماعُ إليهم، وأنْ نُشرِكَهم في اتخاذِ القراراتِ الأُسريةِ، ونُشعِرَهم أنهم جزءٌ من القرارِ، وأننا لا نَفرضُ عليهم؛ بل نستمعُ إليهم، وننفذُ قراراتِهم.

ويجبُ أنْ يشعرَ الأبناءُ أنهم هم مَن يقرِّرونَ لأنفسِهم، ونحن علينا المتابعةُ والتوجيهُ والإرشادُ بطريقةٍ غيرِ مباشِرةٍ، وعندما نتدخّلُ يجبُ أنْ يكونَ التدخُلُ في صورةِ اقتراحٍ ورأيٍّ، وإعطاءِ أكثرَ من بديلٍ، ونتركَ المجالَ لهم كي يختاروا، ويقرّروا، ويجبُ أنْ نكونَ بجوارِ أبنائنا في كلِّ خُطوةٍ؛ دونَ أنْ يَشعروا ويجبُ أنْ يَشعروا أنهم يمتلكونَ حريةَ القرار،ِ وحريةَ التصرّفِ؛ وبذلكَ نكسَبَ حبَّهم وانتماءَهم لنا، وفي نفسِ الوقتِ يحقّقونَ التوازنَ النفسيّ والانفعاليّ، ثُم يحققونَ ذاتَهم ويكتسبونَ الثقةَ؛ وكلُّ هذا يَتِمُّ بمتابعةٍ غيرِ مباشِرةٍ من الأهلِ.

عزيزتي الأم لا تنزعجي من علاقة ابنتك بعمتها؛ فهي من العلاقات الجميلة التي تتحول الى صداقة قوية، عليك أن تقتربي منها وتحديثها بأن ترشدها وتنصحها بحب فاذا زاد تقربك لعمتها اقتربت ابنتك منك، اجلسي معها وتحدثي بمواضيع قريبة منهن وتفاعلي مع احاديثهم فهذا يقرب حبل الود بينكم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى