استشارات أسرية وشرعيةرمضانك معنا غيرمجتمع وناسمركز الاستشارات

كيف أعالج عصبية زوجي في رمضان؟

خاص : الثريا

كيف أعالج عصبية زوجي في رمضان، فهو يصبح كثير الصراخ، و يجعل البيت كله مشحون بالتوتر، و بدلا من وجود الأجواء الرمضانية الروحانية يحل علينا أجواء مربكة كيف أتصرف معه؟

يجيب عن الاستشارة الخبير النفسي د. درداح الشاعر

أن تكون المرأة زوجة صالحة وفاضلة فتلك مهمّة ليست بسهلة، وقد تكون احياناً مستحيلة خصوصاً إذا كان الزوج صعب المراس ومزاجيّ إلى درجة يصعب التعامل معه، على الزوجة أن تفكر ملياً في كيفية إدارة  واحتواء عصبية الزوج و مزاجيته

 والقاعدة الأولى التي يجب أن تتبعها الزوجة الصالحة عند حدوث أي توتر في العلاقة الزوجية بسبب عصبية الزوج هي: محافظة المرأة على هدوئها وإدراكها لأهمية التحكم بانفعالاتها، وموقفها هذا لا ينبغي أن ينّم عن ضعف الشخصية أو عن عدم ثقة بقدرتها على التواصل مع زوجها، بل هو موقف  يختبر ذكائها كزوجة وكرّبة منزل قادرة على تسيير وإدارة بيت الزوجية وعلى تأمين استقراره.  وهنا عليها أن تعي أن الشجار يتطلب عادة وجود شخصين منفعلين، وأن هدوء الزوجة أمام عصبية الزوج ستقضي على إمكانية تحوّل هذه العصبية إلى شجار وإلى مشكلة زوجية قد تنتهي بتدمير هذا البيت من خلال الطلاق.

القاعدة الثانية التي  على الزوجة الذكية والصالحة أن تلجأ إليها تكمن في قراءتها لما بين السطور، حيث أنه وللأسف يتسم بعض الرجال بعدم القدرة على التواصل وعلى التعبير عما يشعرون به أو عمّا يرغبون به، إذ انه غالباً ما يكون الزوج بحاجة إلى قليل من المحبة أو إلى افساح المجال وإعطائه الوقت الكافي لتخطي لحظات الغضب و الاحباط التي قد يمرّ بها بسبب أزمة مادية أو مشكلة مهنية قد لا يرغب بالحديث عنها في لحظة سؤاله عنها.

وفي قاعدة ثالثة قد تغفل عنها الكثير من الزوجات، فإن لتعديل ديكور المنزل وتوضيبه وإضفاء لمسة أنثوية فيه دوراً هاماً في تشجيع الزوج على التحكم بعصبيته ومزاجيته، لأن شعوره باهتمام الزوجة بمنزلها وبإضفائها لمستها الأنثوية حباً به وابتغاء لمرضاته يشجعه على إعادة حساباته وعلى مراجعة تصرفاته.

وفي كثير من الأحيان تتفاقم المشاكل الزوجية بسبب لجوء الزوجة إلى الأهل والاقارب أو الصديقات وحتى الجارات، طالبة منهنّ النصيحة في كيفية التعامل مع الزوج، ما يثير حفيظة  الرجل الذي يدرك تماماً بأن تصرفات زوجته معه ليست نابعة من شخصيتها بقدر ما هي تجربة تطبيقية في حقل اختبار الحياة الزوجية واقتباس منها لتجارب الآخرين ما قد يزيد من عصبية الزوج ومن حدّة طباعه. ولتفادي الوقوع في فخ نصائح الأهل والأقارب والأصدقاء، على الزوجة الذكية أن تقرأ  ما تنصح  به الكتب  الدينية والاجتماعية الموثوقة والتي تعالج في بعض جوانبها العلاقة بين الزوجين، مع انتقاء الكتب التي تم تأليفها على يد متخصصين سواء من رجال دين أو علماء اجتماع أو نظرائهم من علماء النفس.

و كما هو معروف في شهر رمضان المبارك أن كل شيء يتغير في حياتنا من حيث العادات والعبادات، حتى الحالة المزاجية وطبيعة الجسم تتغير.

لذا يجب علينا أن ندرك أن هذه التغيرات طبيعية بحكم تغير أوقات الأكل وأوقات النوم والسهر والعمل، والامتناع عن الأكل، ولكن هذا التغير نسبي يختلف من شخص لآخر، فهناك من يحافظ على اتزانه في ردة فعله محتسبا جميع تصرفاته وسلوكه لله تعالى، وهناك من يغالي في ردة فعله ولا يسيطر على تصرفاته وهذا النوع يجب تذكيره باستمرار بأننا في شهر مبارك يتضاعف فيه الأجر والثواب.

 يجب عليك  مجاراة أمور زوجك وتفهمها، وعدم التصرف بردة الفعل، وأن تحتسبي طاعتك لزوجك عند الله عز وجل، يجب امتصاص غضب الزوج وتذكيره دائما بأننا في شهر فضيل يجب علينا أن نستثمره لأقصى درجة لنيل رضى الله عز وجل ومرضاته، وألا نتصرف أي تصرف يفسد علينا صيامنا وعبادتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى