كتاب الثريامدونات الثريا

نصائح ذهبية لمن اجتاز الثانوية

بقلم: أ. محمد شفيق السرحي

انتهت امتحانات الثانوية العامة ” الإنجاز “، لهذا العام، وبدأت مرحلة جديدة في حياة طلبتنا الكرام، نحو الإنجاز، والاستمرارية في الحياة الأكاديمية والعلمية، ومواصلة العطاء العلمي، والابداع والتقدم في التعليم الجامعي.

تعد مرحلة اختيار التخصص الجامعي، واتخاذ القرار السليم للوصول إلى النهايات المنشودة، من المراحل الحساسة، والمهمة، لما ينبني عليها من رسم ملامح المستقبل الشخصي لطالب الثانوية العامة، وحتى المكانة والمركز الاجتماعي والمادي له، ولأسرته، وهذا ما يفسره التحشيد الإعلامي والحالة المتصاعدة اجتماعيا ونفسيا عقب اعلان النتائج كل عام، وحالة الاستقطاب الكبيرة ما بين جامعاتنا الوطنية.

أذكر عندما تخرج أخي الأصغر من الثانوية العامة، استشارني والأهل الكرام، فيما سيذهب إليه من تخصص، حلا لحالة التردد والتشتت في اتخاذ قراره نحو التخصص الذي سيصير إليه، فكان ردي باختصار، تخيل لحظات التخرج، وملابساتها وحيثياتها، والنتاج النهائي لما كان طموحا ماكثا في تفكيرك، وسيطر على مخيلتك، فتصور نفسك وانت تضع يافطة مكتبك في المحاماة، أو اماما وخطيبا بين الناس على المنبر، او إعلاميا مرموقا، أو طبيبا تجلس في عيادتك يأتيك الناس للعلاج، ثم اعقل وتوكل، ولا تلتفت للمحبطين والمحبّطَات.

يسجل الطلب الاجتماعي الفلسطيني على التعليم، خاصة في غزة المحاصرة، أرقام قياسية عالية، لما يشكله من أهمية ومورد أساس لديمومة الحياة بكافة جوانبها، وكينونة حياة الطالب ومستقبله القريب والبعيد.

وأمام هذه الحالة، كانت هذه النصائح الذهبية لمن اجتاز الثانوية:

أنت سيد قرارك، فأنت من سيدرس ويتعب ويجتهد، وستحدد توجهاتك المستقبلية، وما خسر ولا ندم من استخار واستشار، ولا تجعل العاطفة تغلب عليك في اختيار التخصص بعيدا عن المنطق العقلي والمعطيات الموجودة لديك.

لا يتم النظر للتخصص الجامعي بناء على الوقت الحالي، وواقع مخرجاته في سوق العمل، بل استراتيجيا، والقراءة المستقبلية له، وأضرب لذلك مثالا: أذكر في بداية افتتاح أحد الأقسام التربوية، في جامعة من جامعات غزة، التحق بالقسم العديد من الطلبة، وتخرجوا منه وحصل بعضهم على الوظائف، الآن أغلق القسم، ولم يلتحق به أحد، لانعدام وجود فرص عمل لخريجيه.

طالع واستمع، واجمع معلوماتك، ووازن ما بين امكانياتك وطموحاتك، واستفد من الترويج الذي تقوم به الجامعات والنشرات التي تصدرها للتعريف بخدماتها.

اقرأ سوق العمل جيدا، خاصة المهن الأساسية المطلوبة اجتماعيا ” الطب والمهن المرتبطة به “، الهندسة، المحاماة، التعليم، الحاسوب والتكنولوجيا وخاصة ” العمل عن بعد “، وإدارة الأعمال، الذي يناسب بيئة وواقع غزة ” المحاصرة “.

في حال التعارض في الرغبات ما بين رغبة الطالب، ورغبة الأهل، ووجود تجارب سابقة وخبرات، فالموازنة مطلوبة، خاصة في اختيار تخصص يأتي بمردود مادي، وفرصة عمل دون تأخر، وللظروف المعاشة حاليا، نرجح كفة التخصص المرتبط بسوق العمل بعد أربع سنوات من الآن ” يمكنك الاستعانة بالنقابات المهنية والاتحادات لتحديد ذلك “

لك أن تستفيد من الامتيازات والمنح والقروض، التي تتنافس جامعاتنا في تقديمها للطالب، في ظل الواقع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه غزة، لئلا تقف الرسوم الدراسية عائقا أمام الإنجاز المبكر، للدراسة الجامعية، والانتهاء منها في أقصر مدة ممكنة.

عند وضع قدمك في جامعتك، ارفع شعار ” عين على الدراسة، وعين على الريادة، ولا سبيل لذلك الا بالعزيمة في الاجتهاد، والقراءة المستمرة، ثم التدريب والتنويع في المهارات، والاهتمام في الالتحاق بالدورات التدريبية المختلفة التي تعقدها العمادات، والاتحادات والمراكز.

اللغة الإنجليزية، ومهارات الحاسوب، أصبحت اليوم ك “الملح في الطعام “، في عالم الوظائف والاعمال اليوم

لا تغامر كثيرا في مسألة التنقل في ما بين التخصصات والكليات، فالأرزاق بيد الله تعالى، والله يغير ما بين لحظة وانتباهتها، الا اذا كنت تطمح لتخصص يلبي رغبتك وامكاناتك، ومفتاح التنسيق الجامعي كان حائلا للالتحاق به سابقا.

الميزة التنافسية تتحصل عليها من خلال ديمومة القراءة المتنوعة، والتراكم المعرفي والمهاري، وأن ” تعرف كل شيء في تخصصك، وشيء عن التخصصات والمجالات الأخرى “.

لا تغفل العمل الطلابي والتفاعل مع الأنشطة المختلفة داخل الجامعة، فله دور كبير في اتساع دائرة معارفك من الأشخاص، وتنمية القدرات والإمكانات، ستقطف ثماره لاحقا، وإن لم تشعر بذلك.

العلم الشرعي، وغذاء الروح ومنظومة القيم الإسلامية، بجانب دراستك العلمية، يعزز جانب الميزة التنافسية التي يريدها قطاع العمل اليوم، والملاحظ أنها طلب المؤسسات ” الربحية والتجارية فقط” حتى.

 تذكر دائما، أن حسن التوكل على الله تعالى، واليقين به تبارك وتعالى، ومداومة النظر في كتاب الله تعالى، من أعظم أسباب التحفيز، والهمة، وأصل القفزات النوعية في حياتك العلمية والمهنية والوظيفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى