التزاحمُ على مواردَ قليلةٍ !

لا يختلفُ عصرُنا الحالي كثيراً عن العصور الغابرةِ؛ في أنّ البشرَ يعتقدونَ أنّ المواردَ لا تكادُ تكفيهِم. قبلَ آلافِ السنينَ؛ كُنا نتحاربُ على العُشبِ والكلأِ في الصحراءِ؛ والآنَ نتزاحمُ حولَ مواردَ قليلةٍ بأفكارٍ كثيرةٍ.
ما أنْ تسمعَ عن منحةٍ دراسيةٍ؛ حتى تجدَ المئاتِ يقدّمونَ أوراقَهم، وما أنْ تخطرَ ببالِك فكرةٌ؛ حتى تجدَ أنّ عشرةً غيرَك فكّروا فيها، وأنّ اثنينِ على الأٌقلِّ قاموا بتنفيذِها؛ فتُصابُ بخيبةِ أملٍ؛ ثُم تنسَى الموضوعَ برُمّتِه، وتجلسُ مع صديقِك تشربُ الشايَ وتسألُه عن سِعرِ جرّةِ الغازِ!.
هذا الأمرُ يَحدثُ في كلِّ بُقعةٍ، فلا يمكِنُ للمواردِ أنْ تكفيَ كلَّ ما يريدُه البَشرُ. قال رسولُ اللهِ_ صلى الله عليه وسلم_: “لو كان لابنِ آدمَ واديانِ من مالٍ لابتغَى وادياً ثالثا”. إذاً ليس السببُ في قلّةِ المواردِ؛ لكنّ تزاحُمَ الناسِ حولَ المواردِ هو ما يُضيّقُ الخناقَ حولَها.
لذلكَ يجبُ على الإنسانِ الكفاحُ في هذا السباقِ؛ من أجلِ الفوزِ بالمَوردِ الذي يبحثُ عنه؛ لاسيّما إذا كانت وظيفةً توفّرُ له حياةً كريمةً. إحصاءاتُ المواردِ البشريةِ تقدّمُ معلوماتٍ حولَ عددِ المتقدّمينَ نِسبةً إلى نوعِ الوظيفةِ؛ وهذا أمرٌ مُهِمٌّ لكُل مجتمعٍ؛ لذا يجبُ على مراكزِ الإحصاءِ الحكوميةِ تِبيانُ حقيقةِ نِسَبِ المتقدّمينَ لكُل نوعِ وظيفةٍ، وفي كلِّ مدينةٍ؛ من أجلِ التخطيطِ الجيّدِ لقطاعِ التعليمِ، ومن أجلِ سياسةِ توظيفٍ هادفةٍ.
وحتى نلتقي،،،