كتاب الثريامدونات الثريا

ابتسمْ دائماً

ماذا تفعلُ حين تحاط بالسلبيين ؟ أولئك الذين ينطبعُ الحزنُ على وجوههم صباحَ مساء ، ومتى رأيتَهم سمعتَ شكواهم ، شئتَ أم أبيتَ، يُقبلون عليك كقنبلةٍ موقوتةٍ! تنتظرُ أيَّ سؤالٍ لتبدأ بسردِ مشكلاتِها ، وأصعبُ من هذا أنك حين تبتسمُ فيتهمونك باللامبالاةِ وبالتفاهةِ!! ، يجبُ أنْ تنفجرَ معهم؛ لتبدوَ ضمنَ نسقِهم منسجماً ومتماشياً، …

 

لقد نسي هؤلاء أنْ يبتسموا ، فالحياةُ لا تتحملُ حالةً شعوريةً واحدة ، ولا سمةً شخصيةً ثابتة ، لا بد أنْ تتكيفَ باتزانٍ مع ما يحدثُ حولك ، لا إفراطَ ولا تفريطَ ، وعلى ما أظنُّ نحن بحاجةٍ كبيرةٍ لأنْ نبتسمَ، ليس من أجلِ الآخَرين فقط، بل من أجلِ أنفسِنا التي علقتْ بها شوائبُ الحياةِ، وتفاهاتُ الأحداثِ اليومية ..

قرِّرْ أنْ تنتمي للفرحِ،  وأنْ تحرصَ على الابتسامِ ، فالابتسامةُ الصادقةُ مفتاحُ القلوب، وراحةٌ للنفسِ، وامتدادٌ للمشاعر ، تبتسمُ فتتقلدُ وسامَ الرضا ، وتعترفُ للجميعِ بالاحترامِ والاهتمامِ ، وتعلنُ بطريقةٍ لطيفةٍ أنك متقبلٌ ورحبٌ ومتسعٌ لكلِّ ما يحدثُ من حولك ، تبتسمُ فتحصلُ على ابتساماتٍ أخرى، تعطيك التأييدَ والثناءَ ، تبتسمُ لأنك خفيفُ الروحِ ، لست مستعداً أنْ تحزنَ على شيءٍ لا يستحق ، تبتسمُ وتستبشرُ بالخير في كل أمرٍ ، تبتسمُ وتواصلُ المضي في طريقِك على كثرةِ أعبائه ومشكلاتِه ، وحين تبتسمُ ليس هذا دليلٌ على أنك خالٍ من الهمومِ،  فكم من مبتسمٍ يخفي خلف ابتسامتِه أسرارَ الحزنِ ، تلك التي قرّر أنْ يتحملَ تبعاتِها وحدَه ، قرّر أنْ يواجهَها بنفسِه ، متنحياً عن الثرثرةِ والشكوى والتجهُم ..

أعلمْ أنْ الأمرَ صعبٌ حين تحاطُ بكل هذا العبوسِ ، ولكنّ الأمرَ يستحقُ أنْ تناضلَ من أجلِه ، ويستحقُ كذلك أنْ تغيّرَه بروحِك المرحةِ، مستخدماً مهاراتِك في تغييرِ الموضوعِ، واستحضارِ مواضيعَ أخرى تستجلبُ الابتسامَ ،  حافظْ على ابتسامتِك مَهما حصل ، فأنت حين تبتسمُ تكونُ أكثرَ حكمةً، وأقدرَ فعلاً على أنْ تُصلحَ ما فسدَ ، تستطيع بهدوئكَ وابتسامِك أنْ تكونَ سيدَ الموقفِ، وشخصاً متحكماً بدفّةِ الأحداثِ، وبعقلِه وقلبِه كذلك …ابتسمْ دائماً ومرّنْ عضلاتِ وجهِك .

مشاركة / ترنيم جبارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى