استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناس

طفلي دائم التذمر

أنا أمٌّ لثلاثةِ أطفال، أبلغُ من العمرِ( 35) عاماً، ابني الأكبرُ يبلغُ عشرَ سنواتٍ، ذكيٌّ جداً وفي نفسِ الوقتِ عصبيٌّ ومتذمِرٌ دائماً، وينعكسُ ذلك على تحصيلِه الدراسي؛ فتأتي شكاوَى مدرِّسيهِ في الفصلِ؛ بأنه رغمَ ذكائهِ إلاّ أنه عديمُ التركيزِ، كثيرُ العصبيةِ، وهذا يسبّبُ تراجُعَ مُعدّلِه المَدرسي… عجزتُ في كيفيةِ التعاملِ معه! أفيدوني؟

عزيزتي صاحبة المشكلة:

قد يعاني ابنُكِ من مشكلاتٍ لا يُفصحُ عنها، ولا تَظهرُ لها علاماتٌ؛ حتى يَتِمَّ التعاملُ معها، وقد نلاحظُ منه السلوكَ غيرَ السوِيِّ؛ دونَ المَقدرةِ على تفسيرِ هذا السلوكِ؛ لأنّ مَنشأَ السلوكِ قد يكونُ في بيئةٍ مختلفةٍ عن البيئةِ التي يَظهرُ فيها سلوكُه، وقد يعاني ابنُكِ من ضغوطاتٍ نفسيةٍ من أفرادِ الأسرةِ؛ تجعلُه شاردَ الذهنِ داخلَ الفصلِ، وقد يتعرضُ لبعضِ الضغوطاتِ داخلَ البيئةِ الصفيةِ والمدرسيةِ؛ فتجعلُه عصبياً داخلَ البيتِ، وفي جميعِ الأحوالِ يجبُ متابعةُ الابنِ بشكلٍ غيرِ مباشرٍ؛ داخلَ البيتِ وداخلَ المدرسةِ، وأنْ نحاولَ تلبيةَ الاحتياجاتِ الضروريةِ له، وترْكَ مساحةٍ من الحريةِ للتعبيرِ عن شخصيتِه وأفكارِه، وعدمَ مصادرةِ رأيِّهِ مَهما كان، ومشاركتَه بقدْرِ الإمكانِ في اتخاذِ بعضِ القراراتِ داخلَ الأسرةِ، وأنْ نجعلَه يَشعرُ بأهميتِه، وبأنَّ له دوراً في الأسرةِ … بالتأكيدِ كلُّ هذه الممارساتِ ستُغيّرُ من مزاجهِ العصبيِّ، وتجعلُه أكثرَ تركيزاً داخلَ البيئةِ الصفيةِ، وبالتالي سيَنعكِسُ هذا بدَورِه على التحصيلِ الدراسي له، ويستطيعُ أنْ يستثمرَ ذكاءَه أيضاً في أشياءٍ أخرى داخلَ وخارجَ المدرسةِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى